أميركا تستعد لضرب الميليشيات الإيرانية وعينها على "النشرة الجوية"

أكد مسؤولون أميركيون لشبكة سي بي إس نيوز أن الطقس سيكون عاملا رئيسيا في توقيت الضربات.

وأقرّ المسؤولون أن الولايات المتحدة لديها القدرة على تنفيذ ضربات خلال الأحوال الجوية السيئة، ولكنها "تفضّل الحصول على رؤية أفضل للأهداف المختارة".

يبرر المسؤولون ذلك بأنه "إجراء وقائي ضد إصابة المدنيين عن غير قصد، إضافة إلى خطر أن تضل في المنطقة في اللحظة الأخيرة".

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إنه "سيكون لدينا رد متعدد المستويات، ولدينا القدرة على الرد مرات عدة اعتمادا على الوضع".

قال أوستن إن الولايات المتحدة أمرت بشن سلسلة من الضربات الانتقامية على مدار أكثر من يوم ضد الميليشيات المدعومة من إيران.

وأكد أن جميع الطائرات من دون طيار في المنطقة التي تهاجم الولايات المتحدة هي من أصل إيراني. ومن المتوقع أن تستهدف الضربات الانتقامية ميليشيات في سوريا وربما في العراق، رغم أن أوستن لم يحدد التوقيت أو الموقع الدقيقين.

وصرح في مؤتمر صحفي في البنتاغون، الخميس 1 فبراير: "سيكون لدينا رد متعدد المستويات ولدينا القدرة على الرد مرات عدة حسب الوضع".

أصر أوستن على أنه تم التفكير كثيرا في واشنطن لضمان ألا يؤدي الردّ الأميركي إلى تصعيد كبير.

وقال وزير الدفاع الأميركي: "هناك طرق لإدارة هذا الأمر حتى لا يخرج عن نطاق السيطرة، وكان هذا هو تركيزنا طوال الوقت".

لعقود من الزمن، شنت الولايات المتحدة وإيران حرب ظل في جميع أنحاء الشرق الأوسط باتباع قاعدة يفهمها الطرفان: "إذا ضربتنا، فسنرد عليك، على الأقل بنفس القوة"، وفق تقرير وول ستريت جورنال.

ولكن بينما تستعد إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للرد على غارة بطائرة من دون طيار شنتها الميليشيات المدعومة من إيران وأدت إلى مقتل ٣ جنود أميركيين نهاية الأسبوع الماضي، تغيرت حسابات الخصمين القديمين. إلا أن واشنطن وطهران، لا ترغبان في مواجهة عسكرية مباشرة، بحسب الصحيفة.

ووقع الهجوم بطائرة من دون طيار، الأحد 28 يناير، على قاعدة أميركية في الأردن بالقرب من حدوده مع العراق وسوريا، هو أول هجوم يشنه وكلاء مدعومون من إيران منذ أكتوبر، ويتسبب في مقتل أميركيين، مما أثار دعوات في الكونغرس والبيت الأبيض للرد بعمل عسكري يستهدف طهران.

بالنسبة لإدارة بايدن، فإن ضرب القوات شبه العسكرية الإيرانية ينطوي على خطر توجيه ضربة مضادة ضد القوات الأميركية أو القواعد في الشرق الأوسط.

وتمتلك طهران ترسانة من الصواريخ المتقدمة والمسيرات، مما قد يؤدي لتوسيع الحرب في غزة، وتحويلها إلى صراع إقليمي أوسع يسعى البيت الأبيض إلى تجنبه في عام الانتخابات الرئاسية.

وبالنسبة لإيران فإن الحسابات معقدة بنفس القدر على الأقل، بحسب الصحيفة، وإذا حاولت كبح جماح القوات التي تدعمها في العراق واليمن وسوريا ولبنان، فإنها تخاطر بتشويه ادعاءاتها بأنها تقود تلك الميليشيات في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولكن إذا واجهت الولايات المتحدة بشكل مباشر، فإنها تواجه هزيمة عسكرية محتملة، وفق وول ستريت جورنال.

لكن الرد "متعدد المستويات"، يمزج بين الأعمال العسكرية وخطوات أخرى يمكن تعديلها للإشارة إلى أن واشنطن لا تسعى إلى مزيد من التصعيد.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الهدف هو دفع إيران ووكلائها إلى التراجع عن هجماتهم في جميع أنحاء المنطقة بينما يواصل البيت الأبيض وحلفاؤه المحادثات بشأن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي يأملون أن يؤدي إلى تهدئة التوترات.

توعدت حركة النجباء، أحد الفصائل العراقية البارزة الموالية لإيران، الجمعة، بمواصلة الهجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، رغم تهديدات واشنطن بالرد على مقتل ٣ من جنودها في هجوم بطائرة مسيرة في الأردن.

وأعلنت الحركة التي يتزعمها أكرم الكعبي، في بيان، أن "أي استهداف أميركي سيواجه برد يناسبه"، مؤكدة "لن نتوقف حتى تحقيق أمرين"، هما إيقاف العمليات على غزة وانسحاب الأميركي من العراق.