صراعات‎

"الكل يتمنى الموت".. الطبيب "معروف" يحكي عذابات الاعتقال بإسرائيل

نشر

.

Reuters

كان التعذيب شديدا للغاية، وكنا مكبلين طوال 45 يوما، فقدت خلالها 25 كيلوغراما من وزني، بهذه الكلمات تحدث الطبيب الغزاوي سعيد عبد الرحمن معروف، عن معاناته في السجون الإسرائيلية، ليس لشيء سوى أنه يعالج المرضى.

في زمن الحرب، خاصة مثل تلك التي يشهدها قطاع غزة الصغير، الذي لاحقت صواريخ إسرائيل كل فرد من بين 2.4 مليون يقطنونه، بمن فيهم الأطباء أنفسهم، يصبح كل طبيب طوق نجاة نادرا.

لكن "معروف" لم يتمكن من ذلك، إذ اقتحمت قوات إسرائيلية المستشفى الأهلي العربي الذي يعمل فيه، واحتجزته وأساءت معاملته، سواء بتكبيله أو حرمانه من النوم، وعصب عينيه، قبل إطلاق سراحه الأسبوع الماضي، على حد قوله.

اعرف أكثر

كيف يعاني المعتقلون في سجون إسرائيل؟

قال معروف: "في السجون الإسرائيلية كان التعذيب شديدا جدا جدا جدا. أنا طبيب. كان وزني 87 كيلوغراما. فقدت خلال 45 يوما أكثر من 25 كيلوغراما، فقدت الاتزان والتركيز، وكل إحساسي. كنا مكبلين 45 يوما".

لم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب رويترز للتعليق. رويترز.

وأضاف الطبيب، أن سجانيه أمروه بالنوم في أماكن مغطاة بالحصى دون حشوة نوم أو وسادة أو غطاء، ووسط دوي موسيقى صاخبة "وكأنها حفلة".

تعددت القصص والمصير متشابه

كان لحظة اعتقال "معروف" في ديسمبر الماضي، آخر مرة يسمع فيها أخبارا عن عائلته، ولا يدري إذا ما كانوا قد نجوا من الهجوم مع تقدم القوات الإسرائيلية داخل مدينة غزة تحت قصف مدفعي مكثف. ونقل الصليب الأحمر "معروف" من معبر كرم أبو سالم، إذ تم إنزاله.

الطبيب سعيد يعانق صديقه في مستشفى أبو يوسف النجار. رويترز.

حبس "معروف" دموعه وهو يحكي عن آخر مكالمة هاتفية له مع ابنته عندما دعا الجنود الإسرائيليون عبر مكبرات الصوت جميع الأطباء والطاقم الطبي إلى مغادرة مبنى المستشفى.

وكانت أسرته في منزل العائلة بمدينة غزة مع أطفاله الآخرين وزوجته ونحو 15 إلى 20 شخصا من أقاربه.

"يا بابا القصف وصل المكان"

قال الطبيب: "بينما كان الجندي الإسرائيلي ينادي بمكبر الصوت بأن الأطباء أجمعين والكوادر الطبية يغادرون المستشفى اتصلت عليّ ابنتي، وقالت لي يا بابا القصف وصل المكان. ماذا نفعل؟ ابنتي ليست وحدها، 5 أطفال مع أمهم، مع خالتهم، مع زوج خالتهم، يعني البيت فيه على الأقل ما يفوق 20، و25 شخصا".

حرب إسرائيل على حماس قتلت أكثر من 27 ألف شخص. رويترز.

واستطرد: "قلت لها كالتالي: يا ابنتي إذا قلت لكم اخرجوا ولا قدر الله حصل المقدور سيلاحقني نوع من العذاب النفسي، وإذا قلت لكم امكثوا وحصل المقدور النتيجة نفسها.. سلموا أمركم إلى الله. حابين تخرجوا يا بابا اخرجوا، حابين تظلوا، ظلوا. أنا معاكم في الخندق نفسه. أنا الآن سأغادر إلى الجندي الإسرائيلي ومعرفش أين مصيري".

كيف يعاني المعتقلون في سجون إسرائيل؟

يعتقد "معروف" أنه كان واحدا من مئات السجناء في المكان نفسه، وأن "كل واحد منا كان يتمنى الموت ولا يروح. يتمنى الموت من شدة العذاب". وأضاف أن النوم على الحصى كان أسوأ جزء في تجربته.

قال سعيد: "أنا طبيب أطفال أعمل منذ 23 عاما في هذا المجال. لم أرتكب أي جريمة إنسانية. سلاحي هو قلمي ودفتري وسماعتي. ولم أغادر المكان. وكنت أعالج الأطفال داخل المستشفيات".

بدأت الحرب عندما اجتاح مقاتلو حماس إسرائيل. رويترز.

وأردف: "كان شعوري عند نداء القائد لإحضارنا إلى مكان الدبابات، أو مكان تسليم أنفسنا، كان ظني أنني سأمكث عندهم ساعات قليلة وأغادر المكان، والظن الآخر كان شعوري لو أخذوني أنا وبعض الزملاء حيعاملونا معاملة حسنة لأننا أطباء".

ما حصيلة حرب غزة حتى الآن؟

قالت وزارة الصحة في غزة في بيان، الأحد، إن 27 ألفا و365 فلسطينيا قتلوا وأصيب 66 ألفا و630 آخرون في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ الـ7 من أكتوبر.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة