عين إسرائيل على رفح.. هل تصبح غزة "دريسدن" الجديدة؟

كانت رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما رفض مقترحات حماس بخصوص اتفاق هدنة جديد مؤخرا تشير إلى تخطيط إسرائيل لتصعيد الحملة العسكرية في القطاع.

وصف نتنياهو مطالب حماس بالـ"وهمية"، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست وتعهد بالمضي قدما في الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

بعد جولة في الشرق الأوسط، تضمنت إسرائيل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه لا يزال هناك "مجال لمواصلة السعي للتوصل إلى اتفاق، ونحن عازمون على متابعته". ولكن نتنياهو أوضح أولوياته، زاعماً أن "النصر الكامل" على حماس أصبح "في متناول اليد" ووعد "بنزع سلاح غزة إلى الأبد".

وعندما طلب منه أحد الصحافيين تقديم المزيد من التوضيح لما يعنيه "النصر الكامل"، قدم نتنياهو تشبيها حول كيفية تحطيم الزجاج "إلى قطع صغيرة، ثم تستمر في تحطيمه إلى قطع أصغر وتستمر في ضربهم".

لكن إسرائيل قامت بالكثير من "التحطيم" بحسب الصحيفة حتى الآن، ونقلت عن نائب رئيس قسم الطوارئ في لجنة الإنقاذ الدولية بوب كيتشن قوله "إذا لم يُقتل المدنيون الفلسطينيون في الحرب، فإن الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين سيكونون عرضة لخطر الموت بسبب الجوع أو المرض".

"تجاوز التدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية حجم القتل في غزة"، هذا ما قاله الصحفي توم ستيفنسون مشيرا إلى أن "المسؤولين والسفراء الإسرائيليين أنفسهم قارنوا الحملة الجوية بقصف مدينة دريسدن" الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية عندما شنت حوالي 800 طائرة من سلاحي الجو الأميركي والبريطاني غارات مكثفة بواسطة قنابل شديدة الاحتراق على المدينة مما أدى إلى مقتل 35 ألف شخص ودمار واسع في المدينة، بحسب وسائل إعلام ألمانية.

وأظهر تحليل سابق أجري في نوفمبر تضرر نحو 93 ألفا و800 وحدة سكنية في قطاع غزة، بحسب رويترز.

لكن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) قال في الـ2 من فبراير "تضرر 69 ألفا و147 مبنى إجمالا، أي ما يعادل نحو 30% من إجمالي المباني في قطاع غزة".

واستعان المركز بصور الأقمار الصناعية الملتقطة في الفترة من الـ6 إلى الـ7 من يناير، وقارنها بست مجموعات أخرى من الصور يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الهجوم الإسرائيلي.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 28 ألف شخص في غزة منذ الـ7 من أكتوبر.

أمر نتانياهو جيشه الجمعة بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيّين من رفح، وسط خشية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة من هجوم محتمل لإسرائيل على هذه المدينة التي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب في قطاع غزّة.

وأفاد مكتب نتانياهو في بيان بأنّه "يَستحيل تحقيق هدف الحرب دون القضاء على حماس وترك 4 كتائب لحماس في رفح".

وبعد أكثر من 4 أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع، محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة.

تدرس المؤسسة الأمنية في إسرائيل بدائل أخرى لإجلاء أكثر من مليون من سكان غزة لتمكين تنفيذ عملية عسكرية على الأرض في مدينة رفح، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

ووفقا للهيئة، فإن العملية البرية في رفح "نظرا لمطالب مصر والولايات المتحدة لن تبدأ إلا بعد استيفاء شرطين، الأول إخلاء واسع النطاق للفلسطينيين من رفح ومحيطها، والثاني اتفاق بين إسرائيل ومصر بشأن نشاط الجيش الإسرائيلي ضد الأنفاق في محور فيلادلفيا".

وكانت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قد أعربتا عن مخاوفهما من عمليّة في رفح. كما حذّر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتّحاد الأوروبّي جوزيب بوريل، السبت، من هجوم محتمل للجيش الإسرائيلي في رفح وقال إنّه سيكون بمثابة "كارثة إنسانيّة لا توصف".

وقال نتانياهو إن جيشه سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية أميركية تُبثّ الأحد.

وذكر نتانياهو مناطق في شمال رفح سيطرت عليها إسرائيل ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين، بحسب قوله.