"صفقة وشيكة".. هدنة في غزة تدق أبواب رمضان

نقلت القناة الإسرائيلية الـ12 عن مسؤول لم تسمه، أن "هناك تقدما كبيرا وأساسا متينا للمحادثات فيما يخص الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، يمكن من خلاله بناء عناصر المفاوضات والتوصل إلى اتفاقات".

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإنّ "الخطوط العريضة للمناقشات تتضمن إطلاق 40 أسيرًا إسرائيليًا محتجزًا في غزة، بينهم أطفال ونساء وجنود وبالغون ومرضى، وذلك مقابل توقف القتال لمدة 6 أسابيع، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم من ذوي الأحكام العالية والقدامى".

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، إن الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل توصلت إلى تفاهم بشأن "الملامح الأساسية" لاتفاق الرهائن من أجل إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.

وكشف مسؤول بارز من مصر، التي تلعب مع قطر دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، السبت، أن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار تشمل إطلاق سراح ما يصل إلى 300 سجين فلسطيني، معظمهم من النساء والقاصرين وكبار السن.

ويواجه المفاوضون موعدا نهائيا غير رسمي يتمثل في بدء شهر رمضان في النصف الأول من مارس، وهي الفترة التي تشهد في كثير من الأحيان تصاعد التوترات الإسرائيلية الفلسطينية.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت: "نعمل على وضع إطار آخر لتحرير الأسرى، فضلا عن استكمال القضاء على كتائب حماس في رفح"، في إشارة إلى البلدة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.

والأحد، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لم يتضح بعد إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق بشأن الأسرى.

ورفض نتنياهو في حديثه لشبكة "سي بي إس نيوز" الكشف عن تفاصيل، لكنه قال إن حركة حماس لا بد أن "تقبل بحل منطقي".

وأضاف أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي سيقر هذا الأسبوع خططا عسكرية تتعلق برفح، بما في ذلك إجلاء أكثر من مليون مدني فلسطيني نازحين هناك، الذين أصبح مصيرهم مبعث قلق لقوى عالمية.

وتابع: "إذا كان لدينا اتفاق، فستؤجل هذه الخطط بعض الوقت لكنها ستُنجز. وإذا لم يكن لدينا اتفاق فسننجزها على أي حال".

لكن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، أعرب عن رفضه للاتفاق. وقال "سأصوت ضد صفقة تتضمن إطلاق جميع المختطفين مقابل إنهاء الحرب. هناك ترتيب للأولويات، والهدف الثاني هو عودة المختطفين".

أما عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، فاعتبر أن الطريق أمام صفقة الرهائن ستكون طويلة، مؤيدا خيار مواصلة الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى القضاء على "تهديد حماس".

واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة في تل أبيب في وقت متأخر السبت، وتم اعتقال 18 شخصًا، كما احتج آخرون في القدس.

أفاد مسؤول مصري -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات- بأن وقف القتال المقترح لمدة 6 أسابيع سيشمل السماح لمئات الشاحنات بإدخال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها كل يوم، بما في ذلك النصف الشمالي من الأراضي المحاصرة.

وقال إن الجانبين اتفقا على مواصلة المفاوضات خلال فترة التوقف، من أجل إطلاق سراح المزيد من السجناء والوقف الدائم لإطلاق النار.

ويعيش سكان غزة، سواء في شمالها أو جنوبها، ظروفا كارثية، أكثرها شدة نقص الغذاء والدواء، إذ وصل الجوع بالمدنيين إلى تناول علف الحيوانات والطعام الفاسد وأوراق الأشجار وذبح الأحصنة والبحث عن الطعام في المباني المهدمة.

وتم عزل شمال غزة إلى حد كبير عن تسليم المساعدات منذ بداية الحرب، وعلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عمليات التسليم الأسبوع الماضي، في حين حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2.2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

شهدت الهدنة الوحيدة التي أعلنها الجانبان في نوفمبر (2024) إطلاق سراح نحو 100 من بين 253 رهينة احتجزتهم حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب.

وفي إطار اتفاق الهدنة أفرجت إسرائيل عن فلسطينيين من سجونها، عددهم 3 أمثال عدد الأسرى المطلق سراحهم، وسمحت بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ولا يزال نحو 130 من الأسرى لدى حركة حماس، ويُعتقد أن ربعهم فقدوا حياتهم.