قاعدة "ميرون".. "عين" إسرائيل من دون حماية

المرة الأولى التي أطلق فيها حزب الله صواريخه على ميرون كانت يوم 6 يناير الماضي، وذلك رداً على اغتيال إسرائيل القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

الاستهداف الثاني حصل بالصواريخ يوم 23 يناير أيضاً، وقد قال الحزب إن قصف "ميرون" جاء رداً على "الاغتيالات الأخيرة في لبنان ‏وسوريا والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدنيين والمنازل".

الاستهداف الثالث كان في يوم 8 فبراير الجاري، وأعلن الحزب أن القصف الذي طال "ميرون" بواسطة صواريخ "فلق"، جاء رداً على الضربة التي وجهتها إسرائيل لمدينة النبطية آنذاك.

الاستهداف الرابع كان الثلاثاء 27 فبراير، وأشار الحزب إلى أنه جاء رداً على قصف بعلبك.

ميرون هي قرية فلسطينية، احتلتها إسرائيل في سياق عملية حملت اسم "حيرام" يوم 29 أكتوبر عام 1948.

تقع القرية في جبال الجليل الأعلى، وتحديداً في جبل الجرمق في شمال إسرائيل، ويرتبط اسمها بلفظة "ميروم" الكنعانية، التي تعني المكان المُرتفع.

وحاليا، فإن هذه القرية تعد جزءاً مما يسمى "موشاف ميرون"، وهي منطقة إسرائيلية تأسست عام 1948.

تبلغ مساحة القاعدة الجوية نحو 193 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 27 ملعب كرة قدم دوليا، وتبعد عن الحدود اللبنانية-الإسرائيلية نحو 7 كيلومترات.

داخل تلك القاعدة، تتمركز وحدة التحكم الجوي، التي تُسمى وحدة المراقبة الإقليمية الشمالية ذات الرمز 1BA 506، وتتبع لنظام التحكم في سلاح الجو الإسرائيلي 517.

يقول حزب الله، في بيان له، إن تلك القاعدة تُعد مركزاً للإدارة والمراقبة والتحكم الجوي الوحيد في المنطقة الشمالية، ولا بديل رئيسياً عنها.

"ميرون" هي واحدة من قاعدتين أساسيتين في كل إسرائيل، إذ إن الثانية هي "متسبيه رامون" وتقع في جنوب البلاد.

تُعد "ميرون" أيضاً قاعدة معنية بتنسيق وإدارة العمليات الجوية كافّة باتجاه سوريا ولبنان وتركيا ‏وقبرص والقسم الشمالي من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

كذلك، تُعد مركزاً رئيسياً لعمليات التشويش الإلكتروني على الاتجاهات المذكورة، ويعمل في هذه القاعدة عدد ‏كبير من نخبة الضباط والجنود.

وكانت هذه القاعدة هدفاً لهجمات حزب الله الصاروخية منذ ما قبل حرب تموز عام 2006، ويقول موقع "hm-news" الإسرائيلي إن قاعدة ميرون مسؤولة عن مراقبة حركة المرور في المجال الجوي الإسرائيلي وكشف أي محاولات لاختراق الأجواء.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقول إن الكثير من المعلومات بشأن القاعدة موجود على الإنترنت، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ومنذ الضربة الأولى التي طالت المنشأة يوم 6 يناير، كان يستعد لهجوم آخر عليها.

موقع "واللا" الإسرائيلي ينقل عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله إن "الهجوم الأول على جبل ميرون لم يكن مفاجئاً"، وأضاف "كان معروفاً أن حزب الله يمتلك هذه القدرات. إن الجيش الإسرائيلي لديه دعم لأي بنية تحتية من هذا النوع".

في تقرير آخر، تقول "هآرتس"، إن حزب الله يستخدم الصواريخ المضادة للدروع منذ بداية الحرب ضد الجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر الماضي.

التقرير يكشف عن أن الحزب أطلق تلك الصواريخ باتجاه "ميرون"، مشيرا إلى أنه لا يوجد نظام يمكن أن يعترض الصواريخ المضادة للدروع المتجهة نحو ميرون، فيما لم يكن واضحاً لماذا لم ينشئ الجيش الإسرائيلي سياجا حول المنشآت الحساسة كالسياج الموجود على طول الحدود الشمالية.

يفترض التقرير أنه كان من الممكن أن تمتص تلك الأسوار تأثير الصاروخ المضاد للدروع وتتسبب بانفجار رأسه الحربي، وأن تمنع بعض الأضرار التي لحقت بالمنشأة.