ترانسنيستريا.. لغم الاتحاد السوفيتي الذي يهدد مولدوفا

يمثل الإقليم الواقع شرق نهر دنيستر نحو ٤ آلاف كيلومتر مربع على الحدود المولدوفية السوفييتية، فيما يسكنه حوالي ٤٧٠ ألف نسمة من أصل ٢.٥ مليون نسمة هم إجمالي سكان مولدوفا.

إثنيا، ينقسم سكانها إلى ٣ مجموعات عرقية رئيسية هي المولدوفيين (33.2%)، والروس (33.8%)، والأوكرانيين (26.7%)، بحسب الموقع الرسمي لخارجية بريدنيستورفيه غير المعترف بها دوليا.

أما اللغات فيتحدث السكان الروسية والمولدوفية والأوكرانية.

ويعد الإقليم وأزمته واحدة من المشكلات التي لا تزال قائمة منذ الاتحاد السوفييتي، فحينما أصدرت مولدوفا قانونا عام ١٩٨٩ جعل من لغتها لغة رسمية ليزداد التوتر في الإقليم الذي انفصل في سبتمبر من العام التالي معلنا تيراسبول عاصمة له.

بين عامي ١٩٩١ و١٩٩٢، قاتلت القوات التابعة للإقليم مولدوفا ليوقع اتفاق لوقف إطلاق النار وتسوية تمركز بسببها قوات روسية في الإقليم لا تزال موجودة حتى الآن بحسب بي بي سي، قوامهم ألف و٥٠٠ جندي.

قبيل الحرب الروسية في أوكرانيا، كانت ربع تجارة الإقليم مع كييف إضافة إلى بضائع مهربة تقدر بمئات ملايين الدولارات تدخل عبر ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود.

وحين اندلعت الحرب قبل سنتين، أغلقت أوكرانيا الحدود مع الإقليم الذي خسر كثيرا، إضافة لانخفاض تجارته بنسبة ٢٢٪ مع روسيا عام ٢٠٢٢، من دون الغاز الذي يحصل عليه مجانا من موسكو، وتاليا أصبحت مولدوفا الرئة المتبقية للاقتصاد الخارجي لترانسنيستريا بحسب جاليا إبراجيموفا في مقالها بمركز كارنيغي.

وبفضل علاقات مولدوفا مع الاتحاد الأوروبي، يذهب ثلث صادرات ترانسنيستريا إلى سوق الاتحاد الأوروبي. وتستورد كيشيناو، عاصمة مولدوفا، من ترانسنيستريا سلعا أكثر من أي دولة أخرى.

وقد استغلت مولدوفا الفرصة بحسب إبراجيموفا فقامت بالآتي:

• عدلت قانونها الجنائي لجعل الانفصالية جريمة يعاقب عليها بالسجن.
• شددت عمليات التفتيش الجمركية.
• في نوفمبر 2023، منعت عمليات تسليم بضائع إلى روسيا من ٣ مصانع في ترانسنيستريا، معتبرة أن البضائع ذات استخدام مزدوج وبالتالي محظورة بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي.
• تجريد شركات الإقليم من الامتيازات الجمركية في بداية عام 2024 من دون سابق إنذار.

ومع إجراءات مولدوفا، أعلنت ترانسنيستريا في 21 فبراير تدهور الوضع بشكل حاد منذ 1 يناير 2024، وقررت انعقاد البرلمان الذي خرج يستنجد بموسكو.

منذ توقف الحرب عام ١٩٩٢، تتخذ المفاوضات حول الإقليم صيغة "خمسة زائد اثنين"، بمشاركة مولدوفا وترانسنيستريا وروسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحسب موقع البرلمان الأوروبي.

وقد عقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا يومي 9 و10 أكتوبر 2019، لكنها فشلت.

وقد أجرى الإقليم عام ٢٠٠٦ استفتاء حول الاستقلال مرة أخرى لم يحظ بدعم دولي، فيما يحذر معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة الأميركية من احتمال إجراء الإقليم لاستفتاء جديد للانضمام إلى روسيا.

وتتفاقم الأزمة، بعدما فتح الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2023 محادثات لانضمام مولدوفا إلى عضويته، الأمر الذي رفضته موسكو، ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، حينها هذا القرار بـ"المسيّس والمزعزِع لاستقرار الاتحاد الأوروبي".

ليس هذا فحسب، فقد قال وزير الخارجية الروسي في تصريحات نقلتها روسيا اليوم إن "مولدوفا معدة كي تكون الضحية التالية في الحرب الهجينة ضد روسيا"، بحسبه.