بايدن يسلح بيد.. ويساعد بالأخرى

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، السبت، أنها أجرت مع القوات الجوية الملكية الأردنية "عملية إنزال جوي مشتركة" للمساعدات الإنسانية في غزة.

وفي منشور على إكس، أوضحت القيادة المركزية أن طائرات أميركية من طراز C-130 أسقطت أكثر من 38 ألف وجبة على طول ساحل غزة.

وأضافت "تساهم عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية التي تقوم بها وزارة الدفاع في الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الأميركية لتوفير المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة للناس في غزة. نحن نجري التخطيط لمهام المتابعة المحتملة لتوصيل المساعدات المحمولة جوا".

ونقلت قناة سي إن إن عن مسؤول أن 3 طائرات أسقطت 66 حزمة مساعدات، كل منها كانت تحمل 22 حزمة.

وبحسب القناة، لم تتضمن المساعدات المياه أو إمدادات طبية.

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، السبت، أن عمليات الإنزال الجوي ستصبح مسعى مستداما، كاشفا أن أول دفعة من الإنزال الجوي ستكون على الأرجح عبارة عن وجبات جاهزة للأكل.

أشارت رويترز، نقلا عن مسؤول أميركي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إلى أن عمليات الإنزال الجوي ستكون تأثيراتها محدودة في التخفيف من معاناة سكان غزة، وإلى أن فتح الحدود البرية فقط هو الذي يمكن أن يكون له التأثير الكبير.

ونفذت واشنطن أول عملية إنزال جوي للأغذية والإمدادات على غزة، بعد يومين على "مجزرة الرشيد"، التي قالت وزارة الصحة في غزة إن نيران الجيش الإسرائيلي فيها أدت إلى مقتل 116 شخصا على الأقل أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات في شمال القطاع المحاصر.

ومن جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بوقوع عمليات إطلاق نار "محدودة"، مرجحا أن غالبية الضحايا قضوا جراء "الازدحام الشديد والدهس".

وقبل عملية الإنزال، سئل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال جلسة استماع في الكونغرس، الأحد، عن عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، فأجاب أكثر من 25 ألفا.

وكشف أوستن في الجلسة أن الولايات المتحدة أرسلت نحو 21 ألف ذخيرة موجهة بدقة إلى إسرائيل منذ بداية حربها على غزة، في الـ٧ من أكتوبر.

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير، الجمعة، أن إدارة جو بايدن، تستعد لإرسال قنابل وغيرها من الأسلحة إلى إسرائيل لتعزيز ترسانتها العسكرية.

وأكدت الصحيفة الأميركية، قبل أسبوعين، نقلا عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، إن الولايات المتحدة بصدد إرسال أسلحة لإسرائيل تضم الآتي:

• قنابل إم.كيه-82.
• ذخائر الهجوم المباشر المشترك كيه.إم.يو-572 التي تضيف توجيها دقيقا للقنابل.
• صمامات قنابل إف.إم.يو-139.

يأتي قرار الولايات المتحدة بإرسال مساعدات إلى قطاع غزة في وقت تتسم فيه العلاقات الإسرائيلية- الأميركية بتوتر ملحوظ، إذ أبدت واشنطن في أكثر من مناسبة الاستياء من سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين ودعوتها لمناقشة الاعتراف بدولة فلسطين.

وكان بايدن قد حذر من أن سياسات الحكومة الإسرائيلية في غزة ستفقدها "الدعم العالمي للحرب"، لينشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقطع فيديو يرد فيه على بايدن، مدعيا أن هناك دعما واسع النطاق في الولايات المتحدة للحكومة الإسرائيلية، بحسب موقع تايمز أوف إسرائيل.

وقال المحلل السياسي، محمد بازي، لصحيفة ذا غارديان البريطانية، إن بايدن راهن على مستقبله السياسي من خلال دعمه اللامحدود لنتنياهو وإسرائيل، وفي الواقع فإنه يخسر الرهان، حيث خسر بالفعل الشباب، والناخبين الأميركيين السود والعرب، الذين يشعرون جميعا بالغضب من رفضه كبح جماح إسرائيل.