بايدن ونتنياهو.. الميكروفون فضح ما في القلب

استقبلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، هذا الأسبوع في واشنطن، الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية الوسطي غانتس، المعروف بتباين مواقفه مع نتنياهو.

وشدد مسؤولون أميركيون على أنهم لم يكونوا يتوددون إلى غانتس، لكنهم أقروا في محادثات مغلقة بأن الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، يسعى بصورة متزايد لتقديم نفسه كرئيس حكومة مقبل، بحسب فرانس برس.

أما المساعدات فقد استغل الرئيس الأميركي خطاب حالة الاتحاد، لإعلان عزمه إنشاء ميناء مؤقت في غزة، في عملية تأتي في ظل عرقلة إسرائيل تسليمها.

هذه الخطوة تأتي بعدما انضمت أميركا إلى عدد من الدول التي بدأت إسقاط المساعدات للفلسطينيين جوا.

وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون البحثي في واشنطن ميريسا خورما، لفرانس برس، إن جهود الإغاثة التي بدأها الجيش الأميركي هي "محاولات الملاذ الأخير" لمساعدة الفلسطينيين.

وأضافت: "لكل من يشاهد الصور والتغطية للوضع المروع على الأرض (في غزة)، أعتقد أن هذا كان، مرة جديدة، مؤشرا على أن الولايات المتحدة يجب أن تتحرك إذا كان الإسرائيليون لا ينصتون".

متحدثا بصورة شخصية مع السيناتور الديمقراطي مايكل بينيت، قال بايدن "تحدثت مع نتنياهو، ولا تكرر كلامي لمدى سريته. قلت لـ(بيبي) -اسم شهرة نتنياهو-: تعال إلى السيد المسيح"، في إشارة إلى اجتماع جدي بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لم يدرك بايدن أن الميكروفون الخاص به مفتوح، ليصبح تصريحه غير المقصود، الذي التقطته أيضا عدسات الكاميرات محل تساؤل الصحافيين.

في البداية أنكر بايدن الأمر برمته، لكنه عاد ليؤكد أن رده لا يتعلق بحرب غزة.

على الرغم من أن العلاقة تبدو متوترة بين واشنطن وتل أبيب، فإن الولايات المتحدة لم تتوقف عن دعم حليفتها بالسلاح.

فقد وافقت على أكثر من 100 صفقة بيع عسكرية منفصلة لإسرائيل، وسلمتها منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر، وتشمل بحسب واشنطن بوست ما يلي:

• آلاف الذخائر الموجهة بدقة.
• القنابل ذات القطر الصغير.
• الدروع الخارقة للتحصينات.
• الأسلحة الصغيرة وغيرها من المساعدات الفتاكة.

وفي رسالة مفتوحة، حضّ 37 نائبا من الحزب الديمقراطي، بقيادة خواكين كاسترو، بايدن على استخدام "كل وسيلة في حوزته"، لضمان عدم استخدام إسرائيل الأسلحة الأميركية في أي هجوم بري محتمل على مدينة رفح.

الدعم الأميركي لم يتوقف عند الأسلحة، فقد شمل أيضا دعما دبلوماسيا باستخدام حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، لمنع صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار.

يرى الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، أن بايدن أخطأ التقدير في دعمه غير المحدود لإسرائيل من البداية.

وأوضح كوك، لفرانس برس، أن الرئيس الأميركي لم يحسن التقدير بأن إسرائيل "ستؤطّر هذا النزاع كصراع وجودي، ما يعني أن تأثيره عليها سيكون محدودا".

وأشار كوك إلى أنه في حين يتعرض بايدن لانتقادات من اليسار، بدأ أيضا يلاقي انتقادات من داعمي إسرائيل الذين يعتبرون أنه ينحو بصورة متزايدة نحو الفلسطينيين.

وتابع: "هذا عمليا وضع خاسر في الحالتين للرئيس. سيتعيّن عليه وعلى مجموعته السياسية أن يختاروا أي مجموعة من الناخبين يريدون أن يثيروا غضبها أكثر".