موظفو "اتصالات غزة" في مهمة "مدنية خطيرة"

محمد السويركي، فنيّ واحد من بين ٥٠ مهندسا وفنيا في "بالتل"، وهي شبكة من اثنتين في غزة، يتحركون في أنحاء القطاع لإعادة الخدمة التي تنقطع لأيام وربما لأسابيع.

رغم أن السويركي استطاع وأسرته النزوح من مدينة غزة إلى رفح جنوبي القطاع، حيث يعيش مع ٦ من أهله في مرآب، فقد عاد بمفرده إلى شمال غزة ليؤدي عمله، بحسب نيويورك تايمز.

رغم توسلات زوجته وأطفاله، يصر السويركي على مهمته، ويقول للصحيفة "كان من المؤلم أن نقول وداعا، كانوا يبكون، لكنني لم أستطع التخلي عن مهمتي".

خلال أعمال الصيانة قتل ١٣ موظفا على الأقل من شركة بالتل جراء المعارك الدائرة من أجل مهمة إعادة الخدمة، بحسب ما نقلت واشنطن بوست في يناير.

بموجب اتفاقية أوسلو ١٩٩٥، فإن "أي حفر أو بناء يتعلق بشبكات وأبراج الاتصالات يجب أن يخضع مسبقا لموافقة إسرائيل".

مأمون فارس، المسؤول عن الاستجابة الطارئة لشركة بالتل في غزة منذ بداية الحرب، يتحدث إلى موقع إن بي آر الأميركي، قائلا إن تشغيل الاتصالات في وقت السلم أمر معقد للغاية.

ويرجع ذلك إلى أن إسرائيل تسيطر على حدود الأراضي الفلسطينية، وكذلك الواردات والصادرات، مما يجعل من الصعب جلب الإمدادات.

أما في وقت الحرب، وحتى يناير ٢٠٢٤، قطعت الاتصالات في غزة ١٠ مرات، منها ٣ مرات قطعت إسرائيل الخطوط نفسها، وهو الاستنتاج الذي توصلت له الشركة بعد استعادة الخدمة دون تدخل موظفيها، حسب ما أخبر مأمون فارس نيويورك تايمز.

ومن أجل إصلاح ما خلفته الحرب، تبعث الشركة الأسماء وأرقام الهويات ومعلومات لوحة ترخيص الفنيين إلى المنظمات الدولية أو المسؤولين الفلسطينيين، لنقلها لمسؤولي الأمن الإسرائيليين، لدخول المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.

بعد ذلك، وحين يدخل موظفو الشركة ويحصلون على الترخيص، فإن عليهم الالتزام بتعليمات المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك الطرق المحددة التي يرسمونها على الخرائط، بحسب نيويورك تايمز.

امتدت مهمة شركة بالتل في غزة لتصبح غرفة طوارئ خلال الحرب لتوصيل الناس بعضهم البعض، عندما عمل موظفو خدمة العملاء كمراكز اتصال للطوارئ، محاولين ربط أفراد الأسرة، أو حتى الاتصال بسيارات الإسعاف.

مدير الاتصال في رام الله بالضفة الغربية محمود عساف، تحدث إلى إن بي آر موضحا أن الشركة أصدرت تعليمات لموظفي خدمة العملاء بإعطاء دقائق مجانية لأي شخص يتصل برقم هاتف في غزة.

خلال ذلك فإن الموظفين واجهوا مواقف صعبة "تخيل أن أحداً يتصل بك بشأن شخص عزيز عليك على وشك الموت، ولا يمكنك المساعدة جسديا".