تحقيق يفند ادعاءات إسرائيل عن "تسليح الصحافيين"

حصلت صحيفة واشنطن بوست على اللقطات المصورة من طائرة ثريا، والتي خزنت في بطاقة ذاكرة تم استردادها من مكان الحادث وإرسالها إلى شركة إنتاج فلسطينية في تركيا.

أكدت الصحيفة، أنه لم يظهر أي جنود أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى في اللقطات التي تم التقاطها في ذلك اليوم، مما يثير تساؤلات حرجة حول سبب استهداف إسرائيل للصحفيين.

ونقل التقرير عن زملاء الدحدوح وثريا أنه لا علم لهم بتحركات قوات إسرائيلية في موقع الاستهداف.

وتظهر المقاطع مراسلين يرتدون سترات صحفية زرقاء، وهم يقومون بمعاينة كتلة من الأسلاك والأحجار الاسمنتية، وعمليات انتشال جثث الضحايا.

تتضمن اللقطات 38 مقطعا مصورا بالطائرة المسيرة وتستمر لمدة تزيد قليلا عن 11 دقيقة.

يظهر ثريا في بعض الأحيان وهو ينظر إلى جهاز التحكم في الطائرة قبل الضربة الإسرائيلية. ولا تظهر في اللقطات أي قوات أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى.

وطلبت الصحيفة من محللين مراجعة صور الأقمار الصناعية المتاحة للمنطقة والتي التقطتها شركة بلانيت لابس وشركة إيربص في 7 يناير، والتي تغطي دائرة نصف قطرها نحو كيلومترين من مكان إطلاق المسيرة.

وأوضحت الصحيفة أنه لم ير أي خبير أي دليل على انتشار عسكري إسرائيلي أو نشاط مسلح.

قال الجيش الإسرائيلي في بيان في اليوم التالي للضربة التي قتلت الدحدوح وثريا إنه استهدف "إرهابيا" يتحكم بطائرة مسيرة شكلت تهديدا لقوات الجيش الإسرائيلي، ليعلن بعد يومين عن أدلة تشير لانتماء الصحفيين إلى حماس وحركة الجهاد، وأن الهجوم كان ردا على تهديد "فوري".

أجرت الصحيفة مقابلات مع 14 شخصا، وهم شهود على الحادثة وزملاء للصحفيين الضحايا.

وأفاد تقرير الصحيفة إلى عدم وجود مؤشرات على أن الرجلين كانا على صلة بأي عمل لايتعلق بالصحافة في ذلك اليوم.

وتابع تقرير الصحيفة "مر كلاهما عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية في طريقهما إلى الجنوب، في وقت مبكر من الحرب، وقد تمت الموافقة على مغادرة الدحدوح غزة، وهو امتياز نادر من غير المرجح أن يُمنح "لمسلح".

وقالت الصحيفة "ردا على استفسارات متعددة وأسئلة تفصيلية من صحيفة واشنطن بوست، قال الجيش الإسرائيلي "ليس لدينا ما نضيفه".

من الحوادث التي طاولت الصحافيين، مقتل الصحافي محمد أبو حطب، و11 فردا من عائلته في قصف جوي أصاب منزله في خان يونس جنوب القطاع. وفي قصف مباشر، قُتلت عائلة الدحدوح.

وضمت قائمة الصحافيين المستهدفين، طاقم تلفزيون فلسطين، وأيضا وفا، التابعين للسلطة الفلسطينية بالإضافة لصحافيي قناة وراديو الأقصى وصحيفة الرسالة وراديو الشباب وقناة فلسطين اليوم وقناة المنارة وفريق لسنا أرقاما.

قال صحافيون في غزة إن مهمتهم أصبحت مستحيلة والخطر على حياتهم لا يمكن تفاديه.

لذلك، معظمهم يلبثون في كبرى المستشفيات مثل مستشفى الشفاء ويبثون تقاريرهم منها أملا في الاحتماء من القصف والمدفعيات الإسرائيلية.

عدد الضحايا الصحافيين الذين قتلوا في الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر بين إسرائيل وحماس لا يقل عن 95 بحسب تحقيق نشرته لجنة حماية الصحفيين، الأربعاء.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالتي رويترز، وفرانس برس، في أكتوبر إنه لا يستطيع ضمان سلامة صحافيي الوكالتين العاملين في قطاع غزة، وذلك بعد أن طالبوا إسرائيل بضمانات أنها لن تستهدفهم، بحسب تقرير لرويترز.

ويشير تحقيق اللجنة إلى:

• مقتل 95 صحافيا وعاملا في مجال الإعلام، 90 منهم فلسطينيون بالإضافة لإسرائيليَين و3 لبنانيين.
• إصابة 16 صحافيا
• فقدان 4 صحافيين
• اعتقال 25 صحافيا

وتحقق لجنة حماية الصحافيين أيضا في العديد من التقارير غير المؤكدة عن مقتل صحافيين آخرين أو فقدهم أو احتجازهم أو إصابتهم أو تهديدهم، وعن الأضرار التي لحقت بمكاتب وسائل الإعلام ومنازل الصحافيين.