"الأمهات السوريات" يحلمن بنهاية كابوس اللجوء

أم وسيم وهي أم عشرينية لثلاثة أطفال في عمر الدراسة، تقول إن مهمة الأم السورية في بلد اللجوء لا يمكن مقارنتها مع الأم المستقرة في بقاع العالم، فالأم ذاتها لديها حالة من عدم الاستقرار النفسي، ومع ذلك فإنها تحاول جاهدة منح أطفالها كل ما لديها.

تحكي أم وسيم لبلينكس "يمر علينا عيد الأم ونحن نشعر بمشاعر مختلطة، نحمد الله على صحة الأبناء وأنّ العائلة بخير، ونظل نحلم أنّ نترك هذه الكرفانة (المنزل المتنقل) وأن يكون لنا منزل له حديقة وأنّ نعود إلى سوريا آمنين نعيش حياة كريمة، وأتمنى كأم أن ينتهي كابوس اللجوء والحرب والتهجير".

تواجه أم وسيم أسئلة من أطفالها عن سوريا ومنزلهم وأراضيهم في محافظة درعا: "أسئلة أطفالي لا تنتهي، وفي كل يوم نواجه قصة جديدة، أكثر ما يقلقني مع زوجي هو كيف لنا أنّ نؤمن لهم حياة جيدة، ومستقبلاً مستقرّاً، فنحن ننظر للشباب في المخيم وهم لا يستطيعون إكمال طريقهم التعليمي نتيجة عدم توفر الإمكانية المادية".

العودة إلى سوريا بنظر هذه الأم وأسرتها، يجب أن تكون عودة مشروطة بمجموعة من الترتيبات حتى يتمكنوا من حمل أحلامهم والتحرك مجدداً إلى وطنهم للبدء مجدداً في بناء حياة حلموا بها.

بدورها تُشير السورية أم نعيم خلف، المقيمة في عمان إلى أن حالها لا يختلف عن حال الأمهات اللاجئات في مخيم الزعتري، إذ أن الهاجس المادي وتدبير أمور أسرهن وأطفالهن يسيطر عليهن جميعاً.

أم نعيم، لديها أربعة أطفال وتسكن في العاصمة عمّان، وتحلم في الهجرة إلى بلد أوروبي من أجل تأمين تعليم أطفالها بالدرجة الأولى، ما يعني مستقبلاً أفضل بالنسبة لهم.

تحكي أم نعيم لبلينكس يومياتها في العاصمة: "الأم السورية لديها مهمة تتضمن التفاؤل الدائم وتنشئة الأطفال كما يجب، واقناعهم أنّ هذا الحال ليس دائماً وعليهم التركيز على دراستهم".

تشرح: "أدير هذه الأسرة مادياً مما يتوفر من مال، ومن هنا تزيد الضغوطات، خاصة إذا طرأت ظروف غير متوقعة كمرض الأطفال".

وتضيف "أتمنى أن يتحسن حالنا، غلاء المعيشة يمنعنا من تحقيق ما نريده، والعودة إلى الشام لا نفكر بها حالياً، ويبقى الأمل معقوداً على قبولنا في قوائم الهجرة".

يعمل زوج كل من أم وسيم في مخيّم الزعتري كمعلّم، فهو متخصص في تربية الطفل، أما زوج أم نعيم، فهو متخصص في المخبوزات، وهناك تخوّف دائم لديهما من فقدان الوظيفة في لحظة من اللحظات، وفقدان مساعدات تقدم لهم من المجتمع الدولي، وهي مساعدات مادية وغذائية آخذة بالنقصان سنة بعد أخرى.

استقبل الأردن منذ بداية الحرب في سوريا أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويعيش نحو 20% منهم في مخيمات الزعتري والأزرق شمال وشرق الأردن، ويضم الأخير نحو 38 ألف لاجئ.

وكشفت نتائج دراسة لتقييم الضعف أجرتها مفوضية اللاجئين في الأردن العام الماضي، أن 64 % من اللاجئين يعيشون على أقل من 3 دنانير يومياً (4.2 دولار)، وهو دون معدل خط الفقر الدولي المحدد بـ 5.5 دولار يومياً.

خلصت دراسة دولية حديثة لقياس الفقر بين اللاجئين أجرتها المفوضية إلى أن 40% من اللاجئين في الأردن يعانون من الفقر الغذائي.