"ادفع.. تخرج" وثائق لبلينكس تكشف علاقة "قسد" بمعتقلي داعش

وثيقة سريّة يعود تاریخھا إلى سبتمبر 2021، صادرة عن فرع التنظيم في الشام، تفيد بتعرض بعض النساء والأرامل إلى حوادث اغتصاب، بعد خروجھن من مخیم الھول.

الوثيقة تنقل عن شخص يدعى "عبد العزیز، من شؤون المخيمات"، حادثة تعرض امرأتين للاغتصاب من "المهربين" في منطقة "تل حميس" بريف الحسكة، وذلك بعد نجاح داعش في إطلاق سراحهن.

بحسب الوثيقة، يتعرف عناصر التنظيم على هوية المهربين، وتلفت إلى تورط امرأة تكنى بـ"أم خندق" بالتورط في المتاجرة بالنساء.

تتابع الوثيقة بأن بعض النساء نجحن في العبور نحو مناطق سيطرة التنظيمات المتشددة المسلحة في شمال سوریا.

اللافت أن الوثيقة تأتي على ذكر دور لموظف في منظمة "هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، IHH، اسمه "مرسد التركي".

بحسب الوثيقة، تكفل مرسد باستلام النساء من المھربین، وإدخالھن عبر منطقة العملیات العسكریة التركية "نبع السلام" في ريفي الحسكة والرقة إلى تركيا، ومنھا إلى إدلب، وصولاً إلى مخيم في قرية دركوش بريف إدلب.

لكن الوثيقة تشكك في تضارب الروايات بخصوص حقیقة وقوع "اغتصاب للنساء"، خصوصا أن "عبد العزيز" عاد ونفى ووقوع حالات اغتصاب في الاتصالات اللاحقة، وهو ما دفع بصاحب الوثيقة إلى اقتراح "إعفاء المذكور من عمله في شؤون المخيمات".

وبعد هزيمة تنظیم داعش في سوريا، خصصت "قسد" العديد من المخيمات لاحتجاز عائلات عناصر تنظیم داعش، ومخيم الهول أكبر هذه المخيمات.

بحسب ورقة بحثية صادرة عن معھد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن مخیم الھول تلقى عام 2019 أكثر من 70 ألف شخص، بينما يضم حاليا ما يقرب من 50 ألف فرد، 90٪ منهم من النساء والأطفال، بمن فيهم 25 ألف عراقي، و18 ألف سوري، و7800 من رعايا 57 دولة.

تتابع الورقة، بأن إعادة الأفراد إلى وطنھم لیس سوى البداية، مشيرة إلى تشجیع الأمم المتحدة، الدول على التحقيق مع الأفراد التابعين لتنظيم داعش ومحاسبتهم، ثم إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

وتضيف الدراسة: "لكن العديد من الدول حول العالم ترددت أو تباطأت في اتخاذ مثل ھذا الإجراء، وفي الواقع، لم نشهد حتى الآن سوى عودة حوالي 2700 من رعایا هذه البلاد، بجانب 6500 عراقي أعيدوا إلى وطنھم.

تقاریر صحافية تحدثت في وقت سابق عن تورط قوات "قسد" بتقاضي أموال مقابل الإفراج عن عناصر سابقين في التنظيم من السجون.

صحيفة الغارديان، كشفت في تحقيق أن "قسد" أفرجت عن سجناء مقابل أموال بموجب برنامج "المصالحة"، ونشرت نسخة من استمارة "الإفراج" التي توضح أن "الرجال السوريين المسجونين دون محاكمة يمكنهم دفع غرامة 8000 دولار مقابل إطلاق سراحهم".

وتابعت الصحيفة بأنه يكفي للأسرى المفرج عنھم التعهد بعدم الانضمام إلى أي تنظيمات مسلحة، ومغادرة مناطق من شمال وشرق سوريا، والتقت الصحيفة البريطانية برجليَن من عناصر داعش أفرج عنهما وعن عائلاتهما أيضا من مخيم الهول.

وطبقاً للغاردیان" لا يُعرف عدد الرجال الذين تمكنوا من مقايضة حريتهم مقابل دفع المال والرشى، لكن الرجلين المفرج عنھما قدرا أن 10 أشخاص على الأقل يعرفونهم منذ فترة وجودهما في سجن الحسكة، غادروا بنفس الطريقة منذ تنفيذ برنامج المصالحة في عام 2019 .

في المقابل، نفى المتحدث باسم "قسد" ھذه الممارسات، وقال: "سبق لقوات سوريا الديمقراطية أن أفرجت عن بعض السجناء الذين كانوا على صلة بتنظيم داعش من خلال مصالحات قبلية، لكن أيديهم لم تكن ملطخة بدماء المدنيين الأبرياء، وھم لم يرتكبوا أي جرائم، كانوا إما موظفين في مكاتب يديرها تنظيم داعش، أو أُجبروا على الانضمام إليها".