تجار الشقق "يقصفون" جيوب النازحين من جنوب لبنان

تروي فاطمة البالغة من العمر 24 عاماً تفاصيل معاناتها وعائلتها عبر بلينكس، قائلة إن بعض تجار الشقق طلبوا منهم إيجاراً بـ700 دولار في بيروت، وهو رقم يعادل راتباً لشهرين.

فاطمة التي لم تكشف عن هويتها كاملة خوفاً من أي مضايقات، تشرح معاناة السكن في منزل صغير في منطقة البسطة، في العاصمة اللبنانية، تقول "لا نستطيع التحرك أبدا.. نتقاسم الحمام جميعاً وبالدور، في حين أننا نتعاون على ترتيب المصاريف اليومية والتي هي في الأساس باهظة".

وتكمل "ذهبنا لاستئجار منزل في أحياء شعبية وفقيرة ضمن منطقة الرحاب، (ضاحية بيروت)، فوجدنا أن إيجار غرفة واحدة بـ350 دولار وذلك من دون كهرباء أو ماء".

تلفت الشابة الجنوبية إلى أن والدها وشقيقها يعملان يومياً لتدبير الأمور بالحد الأدنى، وتقول "في حال أردنا استئجار منزل بـ700 دولار أو حتى أقل.. فكيف لنا أن نأكل ونعيش بينما مدخولنا لا يتجاوز الـ30 دولار يوميا؟".

منذ اندلاع الاشتباكات بين الحزب وإسرائيل قبل 6 أشهر، بدأ حزب الله بتقديم المساعدات المالية لفئة من النازحين، بينما البعض الآخر لم يحصل على أي شيء.

بلينكس علمت عبر أكثر من مصدر أن الحزب منح بعض العائلات المسجلة لديه حصراً مساعدة بنحو 200 دولار شهرياً كحد أقصى بالإضافة إلى مؤن غذائية.

فاطمة، ورغم دمار منزلها، لم تحصل على تلك المساعدات مع عائلتها، وتقول "حزب الله وحركة أمل تركونا.. هم يعلمون أن منزلنا تدمر، لكن ما من أحد قدّم لنا المساعدة، سواء من خلال المال أو عبر المعونات الغذائية".

تكمل "حينما يعلم أصحاب الشقق أننا من الجنوب يظنون أن الحزب يقدم لنا المال ولهذا السبب يضعون أسعاراً باهظة للإيجارات، لكننا لا نحصل على أي مساعدة، وفعلياً بتنا ضحية لتجار الشقق والعقارات".

علياء.ك. تقطن مع عائلتها في بيروت، وذلك بعد نزوحهم من بلدة عيناتا الجنوبية.

حال علياء، 28 سنة، مع الإيجارات كحال فاطمة، فالإيجارات باهظة جداً. ولولا شقيقها الموجود في الخارج، لما كانت العائلة استطاعت تسديد البدل الشهري للسكن.

تقول علياء لبلينكس إن مبلغ 650 دولار، هو ثمن إيجار شقة صغيرة في منطقة كنيسة مار مخايل المحاذية للضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرة إلى أنها تحتاج وعائلتها إلى مصاريف أخرى تتجاوز الـ1000 دولار شهريا بالحد الأدنى نظراً لارتفاع الأسعار في بيروت.

تقول "المعيشة هنا مختلفة تماماً عن معيشة القرى والبلدات.. التحويلات المالية من قبل شقيقي هي التي ساهمت في سد العجز حالياً ولكن إلى متى سنبقى كذلك؟".

الوضع على صعيد "إيجارات بيروت" لا يختلف عما هو سائد في جنوب لبنان.

سيدة تدعى زهراء من بلدة عدلون الجنوبيّة قالت لبلينكس إن الشقق الموجودة في محيط منزلها باتت مسكونة من قبل نازحين من مناطق حدودية مثل علما الشعب، عيتا الشعب، بليدا وغيرها، موضحة أن الأكثرية يستفيدون من مساعدات الحزب.

تلفت السيدة إلى أنّ ثمن إيجار بعض الشقق في عدلون وأطرافها بات بنحو 350 دولاراً شهرياً، بينما الأسعار كانت سابقاً لا تتجاوز الـ150 دولاراً تقريباً، وتضيف "في مختلف مناطق الجنوب، ارتفعت الأسعار كثيراً والمسألة باتت مرتبطة باستفادة مالية من أزمة كبيرة".