مقترح أميركي بنكهة إسرائيلية يعرقله "مطب العودة لشمال غزة"

تقترح أميركا أن تطلق حماس سراح 40 أسيرا من بين أكثر من 100 تحتجزهم في غزة، مقابل إطلاق سراح إسرائيل 900 سجين فلسطيني من سجونها، من بينهم 100 سجين يواجهون تهما تتعلق بـ"الإرهاب"، بحسب وسطاء عرب نقلت عنهم وول ستريت جورنال.

وتطالب أميركا حماس بتقديم قائمة بأسماء الـ40 أسيرا، بما يتضمن 5 جنديات، وتقديم تنازلات حول أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين تريد الحركة من إسرائيل إخلاء سبيلهم.

قال مسؤولان إسرائيليان لأكسيوس، إن المرحلة الأولى تتضمن إطلاق سراح 40 أسيرا من النساء بالإضافة لجنديات ورجال يتجاوز عمرهم الـ50 ورجال حالتهم الصحية خطيرة.

وخلال مفاوضات سابقة، أوضحت حماس أنه ليس لديها 40 رهينة يستوفون تلك الشروط، وهو أمر صدقته إسرائيل و وافقت على استكمال القائمة برهائن من خارج تلك التصنيفات.

وقال مسؤول إسرائيلي إنه ليس من الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على إطلاق سراح الرهائن من الجنود أو الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ50، إذ تعتبرهم الحركة ورقة ضغط على إسرائيل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، بحسب تعبير المسؤول.

تفاصيل الاقتراح الأميركي، الذي قدم مساء الأحد، تتضمن السماح لسكان القطاع بالعودة إلى شماله، دون قيود، وضمان حرية تنقلهم بين جزئي القطاع الشمالي والجنوبي عبر طريقين رئيسيين والمعروفين باسم صلاح الدين والرشيد، بالإضافة لإعادة تمركز القوات الإسرائيلية بعيدا عن المسارين بمسافة 500 متر تقريبا، بحسب وول ستريت جورنال.

تطالب حماس بالعودة غير المشروطة لشمال غزة وبانسحاب إسرائيلي من الممر الفاصل بيت نصفي القطاع، وهو أمر رفضته إسرائيل في السابق بحسب أكسيوس، واشترطت مرور العائدين عبر نقاط تفتيش للتحقق من عدم انتسابهم لحماس.

ترددت إسرائيل خلال مفاوضات سابقة في السماح بذلك خوفا من عودة مقاتلين من حماس إلى شمال القطاع الذي تقول إسرائيل إنها أنهت فيه عملياتها، إذ إن هدف إسرائيل الأبرز من كل تلك الحرب القضاء على حماس بالكامل.

فبالنسبة لإسرائيل، عودة حماس إلى شمال القطاع يسمح لها بإعادة التمركز والنجاة من الحرب الإسرائيلية.

وكان المفاوضون الإسرائيليون قد عرضوا في السابق السماح لـ 60 ألف فلسطيني بالعودة إلى هناك.

ووفق مسؤول إسرائيلي تحدث لأكسيوس، من الممكن لإسرائيل أن تقدم تنازلات بشأن عودة الغزيين للشمال في حال وافقت حماس على استكمال قائمة الأسرى التي ستطلق سراحهم بعدد من الجنود أو الأسرى الذكور.

وقال أحد المسؤولين إن الاقتراح ينص على أنه بنهاية تنفيذ المرحلة، ستتم إزالة جميع نقاط التفتيش الإسرائيلية التي تمنع المرور إلى شمال قطاع غزة.

وقال مصدر من حماس إن إسرائيل وافقت على السماح للمدنيين بالذهاب إلى مخيمات اللاجئين شمال غزة وليس إلى منازلهم.

تملك إسرائيل تكنولوجيا متطورة في المراقبة والتعرف على الوجوه باستخدام كاميرات حديثة.

فبحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز في 27 مارس الماضي، قامت إسرائيل بالفعل باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه من خلال إما كاميرات مثبتة على نقاط تفتيش أو على خوذ الجنود.

وبرنامج التعرف على الوجوه يتبع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية واستخدم بالفعل في غزة لتحديد أشخاص على صلة بحماس.

وتستطيع تلك التكنولوجيا الإسرائيلية تحديد الأشخاص المشتبه بهم من بين حشود من الناس.

وقال مسؤول استخبارات إسرائيلي للصحيفة، إن الهدف من البرنامج البحث عن الرهائن الإسرائيليين ومقاتلين من حماس.

تطلب أميركا إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى القطاع، خلال وقف لإطلاق النار مدته 6 أسابيع، وهو العدد الذي كان يعبر إلى داخل غزة قبل الحرب.

وقالت الوكالة الإسرائيلية التي تنسق المساعدات الإنسانية في غزة، كوغات، إن 419 شاحنة مساعدات تم تفتيشها وإدخالها إلى القطاع يوم الإثنين، وهو أكبر عدد من الشاحنات التي تدخل في يوم واحد منذ بدء الحرب. جاء ذلك بعد ارتفاع عدد الشاحنات يوم الأحد إلى 322 شاحنة.

وتقول وكالات الإغاثة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي جاء ردا على هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، دفع غزة إلى حافة المجاعة، على الرغم من أن بعض المساعدات الإضافية بدأت في التدفق.

وتتّهم منظمات إنسانية إسرائيل بمنع وصول المساعدات لكن إسرائيل تشدّد على أن نقص المساعدات مردّه عدم قدرة منظمات الإغاثة على توزيع المساعدات بمجرد دخولها.

يؤكد الفلسطينيون في غزة أن الإمدادات الإضافية لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لتخفيف الظروف القاسية مع نزوح جميع سكان تقريبا من منازلهم.

أعلنت حركة حماس، في وقت مبكر من الثلاثاء، أن المقترح الإسرائيلي الذي تلقته من وسطاء قطريين ومصريين "لا يلبي أيا من مطالب الفلسطينيين".

لكن من جهة أخرى، قالت الحركة إنها ستدرس المقترح وستقدم ردها إلى الوسطاء، واصفة الموقف الإسرائيلي "بالمتعنت".

ولم توضح الحركة تفاصيل المقترح النهائي الإسرائيلي الذي تدرسه، وإلى أي حد يتضمن بنودا من التصور الأميركي.

أرسلت إسرائيل وحماس وفدين إلى مصر الأحد، للمشاركة في محادثات تتوسط فيها الدوحة والقاهرة فضلا عن وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية.

لكن القيادي في حماس علي بركة أكد لرويترز "رفض حماس شروط الهدنة المطروحة" من إسرائيل.

وكان قيادي آخر في الحركة قد أفاد لرويترز في وقت سابق بعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات.

أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس الإثنين أن اقتراح الهدنة الذي تدرسه الحركة يتضمن 3 مراحل تستمر 6 أسابيع:

• تشمل المرحلة الأولى الإفراج عن نساء وأطفال إسرائيليين محتجزين لديها مقابل اطلاق سراح ما يصل الى 900 معتقل فلسطيني.

• إطلاق سراح 42 أسيرا إسرائيليا (بينهم عسكريون وأطفال ومسنّات) مقابل 800 إلى 900 فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، من بينهم حوالى 100 يمضون أحكاما طويلة بما في ذلك عقوبة السجن مدى الحياة، على ما أوضح المصدر المقرب من المفاوضات طالبا عدم كشف اسمه.

• عودة النازحين المدنيين الفلسطينيين الى شمال قطاع غزة مع السماح بدخول ما بين 400 و500 شاحنة مساعدات يوميا.

وفي مرحلة ثانية:

• يطلق سراح جميع الرهائن الآخرين. وتقدر إسرائيل أن هناك حاليا 129 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، منهم 34 لقوا حتفهم.
• في المقابل، يطلق سراح عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين.

وتنص المرحلة الثالثة والأخيرة على الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ورفع الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع منذ سيطرت عليه حماس العام 2007.