العالم يترقب.. والرد الإيراني "قيد التحضير"

قال مصدران استخباراتيان لشبكة سي إن إن، السبت، إن الولايات المتحدة رصدت تحركات عسكرية داخل إيران تضمنت نقل طائرات مسيرة وصواريخ كروز في أنحاء البلاد، في إشارة لاستعدادات إيرانية لضرب أهداف إسرائيلية من داخل إيران.

وبحسب المصادر، فإن إيران جهزت 100 صاروخ كروز.

وأشار تقرير الشبكة إلى أنه من غير الواضح إذا كانت إيران تنوي شن هجوم انطلاقا من أراضيها أو أنها تحاول ردع إسرائيل أو أميركا عن رد محتمل ضد أهداف في إيران.

نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، رسما، بيانا في الأيام القليلة الماضية لـ9 صواريخ إيرانية قالت إنها قد تصل إلى إسرائيل. ومن بين هذه الصواريخ، "سجيل" الذي يستطيع قطع أكثر من 17 ألف كيلومتر في الساعة وبمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، و"خيبر" بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر و"الحاج قاسم" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر.

وقالت إيران، وهي منتج رئيسي للطائرات المسيرة، في أغسطس، إنها صنعت طائرة مسيرة متطورة تسمى مهاجر-10 يصل مداها إلى 2000 كيلومتر وقادرة على الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة وعلى حمل ما يصل إلى 300 كيلوغرام.

تعتقد واشنطن أن وكلاء إيران في المنطقة "يمكن أن يتورطوا في الهجمات المرتقبة"، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومصدر مطلع على المعلومات الاستخبارية تحدثا لشبكة سي إن إن.

وبحسب تلك المصادر، من المحتمل أن تضرب إيران أهدافا داخل إسرائيل أو في المنطقة.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أيضا ما يدعم التصريحات الأميركية، إذ، بحسب مستشاري الحرس الثوري الإيراني والحكومة السورية، قُدمت سيناريوهات هجوم إلى خامنئي تشمل ضربات ينفذها وكلاء طهران في سوريا والعراق.

ويضيف مستشارو الحرس الثوري، أن أحد الأهداف على طاولة الرد تتضمن مواقع إسرائيلية في الجولان السوري، وذلك لتجنب ضربة على إسرائيل. وبالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تكون السفارات الإسرائيلية هدفا.

وتقول وسائل إعلام أميركية إن إيران تسعى لاستهداف إسرائيل لكن مع تجنب صراع إقليمي.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، في وقت متأخر من الجمعة، عن مسؤولين أميركيين اثنين، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، قولهما إن "إيران تخطط لشن هجوم جوي أكبر من المعتاد على إسرائيل في الأيام المقبلة، وهو هجوم سيتضمن على الأرجح مزيجا من الصواريخ والطائرات المسيرة، مع تجنب إثارة صراع إقليمي قد يؤدي إلى رد فعل من واشنطن.".

ومع هذه التطورات، أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط وسط تأهب إسرائيل لهجوم إيراني محتمل.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن الولايات المتحدة سارعت بإرسال السفن الحربية إلى مواقعها لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة، على أمل تجنب هجوم مباشر من إيران على إسرائيل قد يحدث الجمعة أو السبت.

وتضمنت التحركات الأميركية إعادة تموضع مدمرتين، إحداهما كانت موجودة بالفعل في المنطقة والأخرى أعيد توجيهها إلى هناك.

ويأتي ذلك بعد زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا إسرائيل، الخميس، واجتماعه مع مسؤولين عسكريين.

وقالت الصحيفة إن التحركات التي اتخذتها الولايات المتحدة، والتي تعد جزءا من محاولة لتجنب صراع أوسع في الشرق الأوسط، جاءت بعد تحذير من شخص مطلع بشأن توقيت ومكان الهجوم الإيراني المحتمل.

لكن الصحيفة ذكرت أن شخصا أطلعته القيادة الإيرانية على الأمر قال إنه بينما تتم مناقشة خطط الهجوم، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.

وبحسب التقييم الاستخباراتي، الذي نقلته بلومبيرغ، فإن الهجوم لم تتم الموافقة عليه بعد من قبل كبار المسؤولين في طهران.

وحذرت دول من بينها الهند وفرنسا وبولندا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع. ودعت ألمانيا مواطنيها، الجمعة، إلى مغادرة إيران.

في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه يتوقّع أن تحاول طهران توجيه ضربة لإسرائيل في المدى القريب ردا على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، حاضّا إيران على عدم مهاجمة إسرائيل.

وقال بايدن "لا أريد الخوض في معلومات سرية لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلا وليس آجلا". ولدى سؤاله عن ماهية رسالته لإيران في ما يتعلّق بتوجيه ضربة لإسرائيل، أجاب بايدن "لا تفعلوا!". وتابع "نحن ملتزمون في الدفاع عن إسرائيل، وسندعم إسرائيل، وسنساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح".

وأدلى بايدن بتصريحاته للصحفيين في البيت الأبيض بعد كلمة ألقاها عبر الإنترنت خلال مؤتمر للحقوق المدنية.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الهجوم الوشيك المتوقع من إيران هو تهديد حقيقي لكنه لم يقدم تفاصيل حول أي توقيت محتمل.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة تنظر إلى وضع قوتها في المنطقة في ضوء تهديد طهران وتراقب الوضع عن كثب.