"جيش نساء" حزب الله.. قوة خفية لغسيل الأدمغة

محللون عسكريون قالوا مؤخرا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن لدى الحزب 30 ألف جندي و20 ألف عنصر احتياط.

العدد هذا يرتبط بتقديرات غير محسومة، علما أن زعيم "حزب الله"، حسن نصرالله، قال قبل أكثر من عامين إن لدى الحزب 100 ألف مقاتل، وهذا العدد يشمل "الجناح العسكري" للتنظيم ناهيك عن الكوادر البشرية الأخرى التي تعمل ضمن مؤسسات الحزب، الاجتماعية والصحية وغيرها.

لكن ماذا عن النساء؟

الإجابة على هذا السؤال قدمها مصدر من داخل الحزب صرّح لـبلينكس، طلب عدم الكشف عن هويته، قائلا إن النساء أكثر من الرجال ضمن التنظيم من الناحية العددية.

وأشار إلى أنه حين يتم الحديث عن "نساء حزب الله"، فإن ذلك سيشمل الشابات المحازبات والمناصرات، نساء المقاتلين والمسؤولين، وأرامل قتلى الحزب.

المصدر نفسه لفت إلى أن هناك إمكانية لإحصاء عدد الرجال المقاتلين ضمن الحزب، لكنه أقر بعدم وجود أي إحصاء دقيق لعدد النساء.

رغم أن النساء هم "ظاهريا" الأكثر عددا من الرجال، إلا أنه ما من دور عسكري لهنّ.

مصدر ثان من "حزب الله" تحدثت معه بلينكس أكد أنه لا حاجة للنساء على صعيد الجبهات القتالية نظرا لوجود فائض في عدد الرجال.

مع ذلك، يتحدث المصدران الأول والثاني عن "دور أمني" لـ"نساء الحزب" وتحديدا خلال المناسبات التي يقيمها الأخير مثل "ذكرى عاشوراء" والاحتفالات السياسية.

يقول المصدران إن المهمة الأمنية التي يتم الحديث عنها تتعلق بتنفيذ "نساء الحزب" انتشارا في أماكن الاحتفالات والتجمعات، ناهيك عن تفتيش النساء المشاركات في المناسبات.

وخلال الاشتباكات الحالية في جنوب لبنان، تبين أن نساء الحزب يركزن على متابعة شؤون النازحين كما أنه يتم استخدامهن كعامل مساند لإبلاغ عوائل قتلى التنظيم بأمر مقتلهم على الجبهة.

مصدرٌ ثالث من "حزب الله" قال لـ"بلينكس" إن هناك ما يُعرف بـ"هيئات نسائية" ضمن الحزب، على أن تقوم كل لجنة من هذه الهيئات معنية باختصاصات محددة، مثل التربية، التثقيف، الإعلام وغيرها.

الدور الأكثر فعالية لـ"نساء الحزب" يتصل بـ"التعبئة الفكرية" خاصة خلال المناسبات السياسية والدينية، ويكون ذلك من خلال إقامة مجالس لحشود نسائية يتم ضمنها الحديث عن أمر معين وذلك باعتماد أسلوب الترغيب والترهيب من أجل الإقناع.

سيدة تُدعى أمل، 26 عاما، روَت لـبلينكس تفاصيل عمليات التعبئة التي كانت تمارسها نساء من الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت: "كانت تتم دعوتنا إلى مجالس اجتماعية تثقيفية، وعندها تأتي إلينا (الحجّة) كما يقال في بيئة حزب الله عن السيدة المسؤولة، تقوم الأخيرة بشرح تفاصيل معينة عن مواضيع اجتماعية وسياسية وغيرها".

قالت أمل إنها قررت الابتعاد عن "أجواء الحزب" والانتقال للسكن خارج الضاحية الجنوبية بعدما وجدت أن هناك محاولة لاستقطابها لتكون في صفوف "الأخوات" ضمن الحزب، إلا أن الأمر لم ينجح.

تلفت الشابة العشرينية إلى أن نساء الحزب لديهنّ تكليف من القيادة بإقامة تعبئة سياسية وعمليات "غسل دماغ" للنساء الكبيرات في السن بشكل خاص، من خلال إخبارهن عن "أمور حدثت وأخرى لم تحدث".

الهدف من هذه الأمور، بحسب أمل، هو "التأثير" على النسوة، وجعلهن يتمسكن بالحزب ومسؤوليه.

في مدينة الهرمل، شرق لبنان، تتولى سيدة مسنة تدعى "أم حسين" مهمة محددة، لا يستطيع أي شخص القيام بها.

دور "أم حسين"، بحسب ما يروي مواطن لبناني من الهرمل لـبلينكس، يكون خلال يوم الانتخابات النيابية وتحديدا أمام مراكز الاقتراع حيث يتوافد الناخبون للإدلاء بأصواتهم.

يوضح علي، 33 عاما، إن مهمة "أم حسين" هي محادثة الناخبات النساء والطواف عليهنّ لإقناعهن بالتصويت لمرشح معين.

بدورها، تحدثت "أم حسن"، 37 عاما، من مدينة صور، جنوب لبنان عبر بلينكس قائلة إن دور النساء خلال الانتخابات محوري، فعبرهنّ يتم التعبئة الشعبية تحضيرا للانتخابات، توزيع المواد الغذائية والمساعدات، تسجيل العوائل المحتاجة، ناهيك عن إقامة الدورات الدينية.

المصدر الأول الذي تحدث لـبلينكس قال إن أغلب النساء اللواتي يعملن لصالح الحزب هُن من المتطوعات، وبالتالي لا يتقاضين أي رواتب وأجور.

يوضح المصدر أنه من الممكن أن يستفيد هؤلاء من خدمات معينة، إما عبر مؤونات غذائية، بطاقات تموينية، أو تبرعات بالدولار الأميركي.

في المقابل، هناك نسوة متفرغات داخل الحزب، بعضهن يتقاضى رواتب لقاء وظائف يقومون بها، بحسب ما يقول المصدر.