مؤشرات ترجح اقتراب "معركة رفح"

أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأربعاء، أن الدوحة "تجري عملية تقييم شاملة لدور" الوساطة الذي تقوم به بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بعد انتقادات إسرائيلية وأميركية بعدم ممارسة ضغوط كافية على حماس، للتوصل إلى إطلاق سراح الأسرى.

وقالت قطر إنها "انتقادات غير عادلة لجهودها لإنهاء الحرب في غزة".

وتُعد قطر قناة تواصل رئيسية مع حماس التي يوجد مكتبها السياسي في الدوحة منذ 2012. لكن الحركة تدرس نقل مقرها من العاصمة القطرية، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

وأكد مسؤولون عرب للصحيفة، أن حركة حماس اتصلت في الأيام الأخيرة بدولتين على الأقل في المنطقة، لسؤالهما عما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عواصمهما.

وعن موقف الهدنة في قطاع غزة، أفاد وسيط عربي مطلع على الوضع: "توقفت المحادثات مرة أخرى مع عدم وجود أي إشارات أو احتمالات لاستئنافها في أي وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين حماس والمفاوضين".

تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بإحباط اقتراح طرحه الوسطاء ينص على هدنة من 6 أسابيع وعلى إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية، في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار، وسحب إسرائيل قواتها من كل أنحاء قطاع غزة، والسماح بعودة النازحين، وزيادة تدفق المساعدات.

واتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) حماس بأنها "لا تريد اتفاقا إنسانيا ولا عودة الرهائن".

قُتل 13 فلسطينيا بينهم 9 أطفال، بقصف إسرائيلي على منزلين شرقي رفح جنوب غزة، بحسب بيان للدفاع المدني في القطاع.

وأوضح أن فرقه لا تزال تحاول انتشال عدد من الجثث والبحث عن مفقودين.

ويبدو أن القصف الجوي يمهد للهجوم البري الإسرائيلي المرتقب، خاصة بعد توقف محادثات كانت ستفضي لهدنة ولو كانت مؤقتة.

ويهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية عسكرية في مدينة رفح التي يتكدس فيها حالياً أكثر من نصف سكان القطاع، ومعظمهم نازحون هربوا من المعارك في أنحاء أخرى منه.

ويؤكد نتنياهو أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على 4 كتائب لحماس في رفح.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر قائدا عسكريا إسرائيليا يحفّز جنودا في غزة بالقول "ذاهبون إلى رفح".

وبالتزامن، تحدثت الهيئة عن تفاصيل العملية المحتملة في رفح، قائلة إنها "ستتم على مرحلتين" و"ستبدأ بإصدار بيانات لإجلاء السكان ثم إنشاء أماكن للنزوح".

يتكدّس في رفح حالياً أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني، بحسب الأمم المتحدة، ويعيشون في ظروف سيئة جداً، إذ يعانون من نقص المياه والطعام والأدوية وأماكن السكن. ويقطن مليون من هؤلاء النازحين في خيام أو بالقرب من ملاجئ أقامتها منظمات غير حكومية.

صوّتت أغلبية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بمجلس النواب الأميركي، السبت، لصالح مشروع قانون يخصص أموالا إضافية لإسرائيل، وذلك في إطار حزمة مشروعات قوانين تبلغ قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار تخصص مساعدات لحلفاء رئيسيين لواشنطن في أنحاء العالم.

وتبلغ حصة إسرائيل من هذه المساعدات 26 مليار دولار.

وتهدف هذه الأموال خصوصا إلى تعزيز الدرع الإسرائيلية المضادة للصواريخ "القبة الحديدية"، بحسب فرانس برس.

وفي يوم التصويت ذاته، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة المزيد من ذخيرة الدبابات والمركبات التكتيكية، بحسب 3 أشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا لبلومبرغ، السبت.

وقال المصدر، إن هذا الطلب يأتي في الوقت الذي تتطلع فيه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تجديد مخزونها وسط الحرب في غزة وزيادة التوترات مع إيران.

وأشار الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن الطلب قُدم للتو، ولم تبدأ الإدارة الأميركية بعد تقييمه بصورة رسمية، منوهين بأن ذخيرة الدبابات تشكل معظم المبيعات في حال وافقت أميركا.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، في وقت سابق، أن أميركا تدرس طلبا إسرائيليا بقيمة مليار دولار لشراء ذخيرة دبابات عيار 120 ملم ومركبات وقذائف هاون.

نفى مسؤولون أميركيون بصورة قاطعة تقارير أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعطت الضوء الأخضر لعملية برية إسرائيلية في رفح داخل غزة، في حال رفضت إسرائيل مهاجمة إيران، ردا على الهجوم غير المسبوق الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي على إسرائيل، بحسب ما نقل موقع أكسيوس.

وبعد أسبوع واحد من هجومها على إسرائيل، وجدت إيران نفسها أمام هجوم بطائرات مسيرة على مدينة أصفهان، ليخرج مسؤولوها بالقول إنها لم تتسبب في خسائر مادية أو بشرية.

ويُنسب الهجوم إلى إسرائيل التي لم تعلن رسميا مسؤوليتها عنه، وفي الوقت نفسه تعامل الإيرانيون بهدوء فلم يتطرق الرئيس إبراهيم رئيسي إلى ما حدث خلال خطاب أدلى به بعد بضع ساعات من الواقعة.

يرى المحلّل في مؤسسة "لو بيك" للاستشارات للمخاطر الجيوسياسية، مايكل هوروويتز، أن رد إسرائيل المحسوب يهدف إلى إظهار قدرتها على ضرب الأراضي الإيرانية من دون إثارة أي تصعيد.

ويتشارك الرؤية نفسها جوليان بارنيس دايسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، في حديثه لفرانس برس، إذ يعتقد أن الجانبين يسعيان إلى الخروج من دائرة التصعيد الحالية.