غزة تُغرق إسرائيل في "حرب دائرية"

"نداء إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور.. توجهوا فورا إلى المآوي غرب مدينة غزة".. كانت تلك دعوة رسمية للجيش الإسرائيلي، السبت 11 مايو، على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي في منشور على موقع إكس، مما أعاد لذاكرة الفلسطينيين الأيام الأولى للحرب.

طلب أدرعي من السكان والنازحين في جباليا بشمال غزة وفي 11 حيا في القطاع التوجه على الفور إلى ملاذات غربي مدينة غزة، مضيفا أن الجيش ينوي شن عمليات في شمال القطاع بسبب ما وصفه بإعادة تموضع حماس وبناء بنيتها التحتية هناك، وذلك بعد أشهر من إعلان الجيش الإسرائيلي نزع سلاح الحركة هناك.

وقالت الفلسطينية ختام الخطيب لرويترز "رموا منشورات علينا وقالوا من رفح لحد الزوايدة آمنة، الجأوا عندها هلأ لجأوا، وإيش صاروا؟ أشلاء. ولا مكان إحنا فيه آمن. ولا مكان في غزة آمن".

وأشارت إلى أنها فقدت ما لا يقل عن 10 من أقاربها في غارة جوية على منزل عائلتها في وقت سابق من السبت.

والزوايدة هي بلدة صغيرة في وسط قطاع غزة، مكتظة بآلاف النازحين من مختلف أنحاء القطاع.

تنقل صحيفة هآرتس عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إنه "بعد انسحاب القوات من شمال غزة في أبريل، استطاعت حركة حماس تنظيم نفسها في نقطة الشمال".

وقالت "استعد الجيش الإسرائيلي لاستئناف القتال مع حركة حماس في مدينة جباليا، بعد أشهر من إعلانه نزع سلاح الحركة وتوقف وجودها كإطار عسكري داخل المدينة".

تضيف الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ادعى، بشكل غير رسمي، أن غياب عملية دبلوماسية واضحة بالتزامن مع القتال، وعدم وجود أهداف محددة يؤثران على الإنجازات العسكرية للحرب.

تستكمل الصحيفة، أنه بعد تهجير سكان جباليا البالغ عددهم 150 ألف نسمة، "ستدخل إلى المدينة القوات التي كانت تستعد للعمل في رفح جنوبي القطاع".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل 4 جنود وإصابة 2 آخرين في انفجار عبوة في حي الزيتون بمدينة غزة شمال القطاع المحاصر، في أحدث مؤشر على قدرة حماس على مواصلة القتال.

والسبت، قتل خامس جندي في ذات الحي في أقل من 48 ساعة.

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، السبت، أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حركة حماس ستبقى في رفح حتى لو شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في المدينة برمتها.

وتنقل الصحيفة عن مصادر بالجيش الإسرائيلي لم تسمها "حتى إذا عملنا في جميع أنحاء رفح، وبعد هذا الاجتياح فإن حماس ستبقى هناك، بما في ذلك البنية التحتية".

كشفت المصادر أن "هناك أهمية حاسمة في اتخاذ قرار بشأن مسألة "اليوم التالي" وإيجاد بديل لحماس"، موضحة "من أجل التأثير على حماس، تحتاج إلى بديل لها، سواء كانت حكومة عسكرية بقدرات اقتصادية ضخمة أو أية جهة أخرى تحل محلها، لا توجد حلول سحرية. الشيء الأكثر أهمية هو اتخاذ القرار، والتردد يؤدي إلى الواقع الحالي".

ومن بين أبرز أهداف إسرائيل القضاء على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار. ولا يزال أيضا هذا الهدف غير محقق.

كشف مسؤولان إسرائيليان أن السنوار لا يختبئ في رفح، وذلك في الوقت الذي يوسع الجيش عملياته هناك، وفق ما نقل موقع تايمز أوف إسرائيل، السبت.

ولم يستطع المسؤولان تحديد أين في غزة يتحصن السنوار، لكن مسؤول ثالث أكد للموقع أنه داخل حدود القطاع.

وتوافقت معلومات استخباراتية نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، مع الرواية التي كانت نشرتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، بشأن مكان اختباء السنوار، ولكنها أشارت إلى معلومة أكثر دقة.

وأكدت نيويورك تايمز، نقلا عن مسؤولين أميركيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تقييمات استخباراتية حساسة، أن السنوار لم يغادر أنفاق خان يونس أبدا، وهو في واحد من الأنفاق التي يصل عمق بعضها إلى 15 طابقا.