تذمر وهروب وعبء اقتصادي.. 3 أزمات تضرب "احتياط إسرائيل"

صحيفة كالكاليست، الاقتصادية التقت بالعديد من جنود الاحتياط المشاركين في الحرب على غزة، والذين اشتكوا من طول فترة الخدمة، والعمل لساعات طويلة خلال اليوم، والتمييز بين الجنود في تحمل الأعباء.

عدد من الجند الذين التقتهم الصحيفة قالوا إن اشتراكهم في الحرب يمثل "استنزافا" بالنسبة لهم، لافتين إلى أنه تسبب كذلك بمشكلات نفسية وزوجية وأخرى طالت حياتهم العملية والمهنية.

ومع استمرار الحرب على غزة؛ يواجه الجيش الإسرائيلي نقصا حادا في الرافد البشري، ما أدى إلى تصاعد حراك الشارع وقوى المعارضة التي طالبت تجنيد اليهود المتدينين، الحريديم، والمشاركة في تحمل أعباء الحرب.

خلال الحرب على غزة، قُتل 634 عسكريا إسرائيليا، وأُصيب 3573 آخرون، حسب أحدث البيانات المنشورة على موقع الجيش، الذي يواجه اتهامات من قوى المعارضة بإخفاء حصيلة أكبر بكثير للقتلى والجرحى.

وتعمل في غزة حاليا 10 ألوية، وهو أكبر عدد من الألوية منذ بداية العام الجاري، حسب ما أفادت به إذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء 22 مايو.

التمييز وغياب المساواة، يعد أكبر مشاكل جنود الاحتياط، الذين كشفوا للصحيفة بقاء بعضهم في خدمة الاحتياط على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، في وقت يحصل آخرون على خدمة أكثر راحة ورواتب مجزية في أعمال آمنة.

تنقل الصحيفة عن ضابط احتياط بسلاح المدرعات، قوله: "أواجه الآن مشكلة في العودة إلى العمل المدني، لقد نسيت الأشخاص الذين أعمل معهم"، لافتا إلى أنه يخدم في الجيش منذ أكثر من 7 أشهر الآن.

يشرح الضابط: "الأمر يزداد سوءا، فكثير من الجنود يريدون العودة إلى حياتهم، لديّ أصدقاء من سرايا أخرى في الجيش خاضوا الحرب في غزة، وقرروا عدم العودة إلى القتال أو إلى خدمة الاحتياط".

نوعام، وهو جندي احتياط آخر يخدم في غزة حاليا، حذر من أن طول مدة الخدمة تسبب بمشكلات شخصية ونفسية ودفع بعض الجنود إلى الهرب، واصفا ما يحدث للجنود بأنه "استنزاف جنوني".

الصحيفة الإسرائيلية كشفت أن التعبئة التي أجراها الجيش بعد 7 أكتوبر "كانت هائلة، لكن عدم تحقيق أهداف الحرب أحدث صدعا غير مسبوق بين الإسرائيليين، يرافقه شعور بأن القيادة السياسية الحالية تدير الحرب وفق مصالحها الخاصة".

الصحيفة حذرت من أن طول مدة الخدمة في الجيش كانت له انعكاسات سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي؛ إذ قدرت وزارة المالية تكلفة أيام الاحتياط في الحرب بنحو 5.44 مليارات دولار، لكن التكلفة ارتفعت بعد 7 أشهر إلى 8.17 مليارات دولار، وما تزال الحرب مستمرة".