حلم الـGreen Card.. اليمني فؤاد يقسّط مهر عروس بجنسية مزدوجة

مع اقتراب موسم الأعراس في اليمن الذي يصادف شهور الأعياد والإجازات الجامعية في يونيو ويوليو وأغسطس، تجتهد الأمهات في البحث عن عروس مناسبة ضمن سقف مهر متوسط 3500 دولار للعروس اليمنية.

فيما تسارع أمهات أخريات بتأمين 70 إلى 90 ألف دولار للعروس مزدوجة الجنسية.

وتسارع بعض الأُسر في إتمام الزواج التقليدي عبر اختيار الأم عروس لابنها، كما حال أم فؤاد، تحمل الجنسية الأميركية أو الأوروبية، في خطوة لحصول الشاب على الجنسية وفتح نافذة "حظ " للأسرة بوجوده في بلد المهجر، والانتفاع بفارق صرف العملة التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً أمام الريال اليمني المتهالك.

وفي بلد استوطنه الفقر، تمثّل الهجرة عبر الزواج من فتاة تحمل جنسية أميركية أو أوروبية، حلا سريعا وسهلا ومضمون العواقب، تمنح الشاب بطاقة المواطنة الخضراء ليطلق عليه في اليمن "الزواج الأخضر".

توضح والدة الشاب فؤاد أحمد لبلينكس أنها تمكنت بعد بحث طويل من خطبة فتاة تحمل الجنسية الأميركية لأبنها البالغ 28 سنة.

وتم الاتفاق على دفع مهر للعروس يتجاوز 50 ألف دولار، 25 مليون ريال يمني، بعد تخفيضه لصلة القرابة بين والدة العريس والعروس.

إضافة إلى إهداء العروس في الخطوبة طقم ذهب يتجاوز سعره 2000 دولار، 2 مليون ريال يمني، إضافة إلى هدايا تتجاوز 1000 دولار.

وتضيف أم فؤاد "تم الاتفاق على دفع المهر بالتقسيط، حيث يتم دفع 10 ملايين ريال عند العقد، والباقي دُفعات شهرية منتظمة، بعد دخول فؤاد أميركا وحصوله على عمل".

وتقول الأم لبلينكس إن والد العروس حدد فترة عام واحد للبدء في مراسم الزفاف، ولكن الوضع المادي المتعثر لعائلة فؤاد، خريج إدارة الأعمال، حال دون إنهاء زواج الشاب بسرعة.

وتؤكد أم فؤاد، أن وسامة ابنها فاقت جمال خطيبته، التي تحمل الجنسيتين اليمنية والأميركية، موضحة أن ابنها اسقط شرط الجمال مقابل الحصول على البطاقة الخضراء والإقامة الدائمة بالولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي اتمام مراسم العقد.

من جانبه يقول نصر وهو من الشخصيات الاجتماعية بمديرية الشعر، بمحافظة إب، إن نقاش موضوع "زواج الفيزا" يزعج أهالي المديرية التي تحظى بنصيب الأسد من المهاجرين اليمنين في أميركا، حتى أنه يُطلق عليها "أميركا الصغرى".

ويوضح نصر لبلينكس أن "الزواج الأخضر" منتشر في المديرية بكثرة، حيث يدفع الشاب 50 إلى 70 ألف دولار للزواج من الفتاة مزدوجة الجنسية، وهو نقاش متواصل على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يعتبره زواج مصلحة، فيما آخرون يعتبرونه صفقة تجارية.

ويفنّد ارتفاع المهر بالمعاملات الطويلة والمعقدة التي تبدأ من ذهاب الأب مع ابنته إلى جيبوتي لإنهاء معاملة الزواج لوجود السفارة الأميركية على أراضيها، وبعدها استئجار شقة سكنية في الولايات المتحدة لمدة عام يتراوح سعرها بين 1000 إلى 2000 دولار.

ويوضح قائلاً: "بعدها العودة لليمن وطلب زوجها عبر السفارة الأميركية في جيبوتي أو القاهرة وتحمّل أعباء الانتقال لإحدى الدولتين لإنهاء المعاملة مع الزوج، والانتظار لشهور حتى صدور الموافقة، ما يضيف أعباء وتكاليف كبيرة على والد العروس الذي يعتقد أنه مبلغ بسيط أمام تعقيدات السفر واستخراج الفيزا".

ويقول نصر إن الشاب يلتزم بدفع 30 ألف دولار عند عقد القران و20 ألف دولار بعد دخوله أميركا، ويتكبّد عناء تدبير المبلغ من خلال بيع قطعة أرض في أغلب الأحيان.

ويستشهد نصر بأحد الشباب اليمنيين الذي دفع مهر 40 ألف دولار لزوجته المجنّسة، والتي سبق لها الزواج وأم لثلاثة أطفال في سبيل الهجرة ومغادرة البلاد واختيار وطن بديل.