تهديد وتصعيد بين إسرائيل وحزب الله.. هل اقتربت الحرب؟

دفع هول الحرائق في الشمال مع الحدود اللبنانية بعض الوزراء إلى الضغط على الحكومة ومجلس الحرب لشن حرب تطول العاصمة اللبنانية، بيروت، وإحداث دمار شمال.

بناء على ذلك، زار نتنياهو منطقة الشمال، الأربعاء، إذ حذّر من تصعيد حزب الله، قائلا إن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي في الجبهة الشمالية.

في المقابل، وخلال اجتماع مجلس الحرب، الذي عقد ليل الثلاثاء، بهدف الوصول إلى قرار حاسم، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إلى أن القرار بشأن الشمال بات قريبا، مشددا على أن "الجيش الإسرائيلي مستعد، ومستعد للغاية لهذا القرار".

في حال جزمت الحكومة، برئاسة بنيامين نتنياهو، بشن الحرب، فمن المتوقع أن تشمل عملية برية، في حين تتحول الحرب على قطاع غزة إلى "ساحة معارك ثانوية"، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

وبالنسبة للتحضيرات الإسرائيلية لحرب محتملة، فقد أذنت الحكومة بدعوة 50 ألف جندي احتياطي إضافي، استعدادًا لتصعيد الوضع في جبهة لبنان.

في مقابل الخطاب الإسرائيلي شديد اللهجة تجاه لبنان عموما، وحزب الله خصوصا، دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى عدم التصعيد قبل إتمام صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقا لما نشرته قناة "كان"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، أكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، للقناة نفسها، أن واشنطن طلبت من إسرائيل عدم تصعيد الوضع مع حزب الله.

وأكثر ما يهم الولايات المتحدة، هو إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، التي ستشمل فترة وجيزة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بينما صرّح نائب زعيم جماعة حزب الله، نعيم قاسم، بأن حزب الله تلقى تهديدات منذ شهرين تقريبا بتوسيع العمليات العسكرية، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية، نفى رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، صحّة المعلومات.

ويدرك حزب الله أن الشعب اللبناني لا يستطيع تحمّل أعباء الحرب، سواء كانت بشرية أو مادية، نظرا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية المهترئة، حسبما قال المحلل السياسي يوسف دياب، لبلينكس.

وعلى الجانب الإسرائيلي، أوضح دياب أن نتنياهو مستعد فعلا لخوض هذه المعركة كونها أساسية بتحديد مصيره السياسي والقضائي، لذلك فإن الحرب في الشمال ستطول أمد حكومته وحياته السياسية، بعيدا عن السجن.

واستند دياب في ذلك إلى زيارة نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى الحدود الشمالية مع لبنان، ما يدل على أن الحرب وشيكة خاصة أن كل المقومات على أرض الواقع، تجعلها مهيّئة لاندلاعها في أي وقت.

منذ بدء المناوشات بين حزب الله وإسرائيل في الـ8 من أكتوبر، قُتل 453 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 88 مدنياً و293 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكريا و11 مدنيا.