"حرب بلا معنى".. أهالي الجنود يطالبون إسرائيل بأبنائهم

يعيش دافيد مع زوجته شارون في قلق دائم منذ أرسل ابنهما مع الجيش الإسرائيلي إلى غزة، يقول الأب بعد عودة ابنه الشاب البالغ 22 عاما إلى القتال في جنوب القطاع: "إنه في هذه اللحظة في طريقه إلى رفح"، متحدثا لوكالة فرانس برس في منزلهما بشمال الدولة العبرية.

وكان يوناتان في ذلك الحين يقوم بخدمته العسكرية الإلزامية.

يقول دافيد، 61 عاما، الذي فضل مع زوجته عدم كشف كنيتهما كي لا يتم التعرف إلى ابنهما "كأب، أشعر دائما بالتوتر" لوجود يوناتان على الجبهة.

يضيف رجل الأعمال والجندي السابق خلال حرب لبنان في الثمانينات، "الأمر أشبه بالروليت الروسية". من جهتها، تقول شارون، 53 عاما، والأم لستة أولاد: "ثمة أيام يكون الأمر في غاية الصعوبة، أبكي خلالها طوال الوقت، كما أعيش أياما جيدة".

يتملك الخوف الزوجين كلما أعادا تشغيل هاتفيهما الجوالين في نهاية يوم السبت بعد إطفائها لـ24 ساعة. فالسبت الماضي، أعلن الجيش مقتل 8 جنود في انفجار آليتهم قرب رفح، فسارع الزوجان إلى التثبت من أن يوناتان ليس بين القتلى.

يدعو الزوجان كل أسبوع تقريبا أصدقاء لهم فصلتهم الحرب عن أولادهم.

ويؤكد دافيد أن ابنه قال له إنه يجب "تصفية حماس" و"إتمام هذه الحرب" من أجل الأجيال المقبلة.

وتظهر دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في مارس وأبريل أن نحو ثلثي الإسرائيليين المستجوبين يعتقدون أن إسرائيل ستنجح "على الأرجح" بنسبة 27 %، أو أنها بالتأكيد ستنجح بنسبة 40 % في تحقيق أهدافها.

غير أن بعض أهالي الجنود لا يرون أن الحرب تستحق حياة أولادهم.

تقول جولي، 55 عاما، عن الحرب في غزة "ثمانية أشهر من الجحيم" مؤكدة "جحيم، جحيم، جحيم".

مع دخول الحرب شهرها التاسع في 7 يونيو، تظاهر نحو 30 شخصا أمام منزل وزير الدفاع يوآف غالانت في أميكام شمال تل أبيب.

ورفع المتظاهرون الشعار ذاته على لافتات وعلى قمصانهم "أهالي الجنود يصرخون: كفى".

تقول روث (اسم مستعار) البالغة 58 عاما: "في البداية كانت هذه الحرب عادلة، لكنها لم تعد كذلك الآن"، معتبرة أن الهدف الوحيد للعمليات يجب أن يكون إعادة الرهائن ثم الجنود إلى ديارهم، وليس القضاء على حماس.

يرى آلون شيريزلي، 78 عاما، الذي يخدم 2 من أحفاده في الجيش، أحدهما في غزة، أن "حماس حركة عقائدية، وبالتالي لا يمكن القضاء على حركة عقائدية"، معتبرا في حديث لوكالة فرانس برس، وعلى عكس العديد من الإسرائيليين، أنه لا يمكن لإسرائيل تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حماس بالوسائل العسكرية.

وتقول ليتال المشاركة في التجمع "الجنود منهكون. عاد ابني مرتين إلى البيت مريضا جدا"، فيما تقول ييفات غادو، 48 عاما: "كلما دقّ أحد الباب، نخشى أن يكون الجيش حضر لإبلاغنا بمقتل ابننا. لن يكون بوسعي الاستمرار في العيش في إسرائيل إذا قتل ابنى أو أصيب بلا مغزى"، مضيفة: "الآن، الحرب في غزة بلا مغزى".