"حرب بعيدة".. طلاب غزة المغتربون يعيشون بهاجس "هل قُتلوا؟"

تعيش سمر الغول، طالبة الطب الفلسطينية، في كوبا منذ 8 أشهر الحرب بين إسرائيل وحماس عن بعد تتنازعها معضلة العودة إلى القطاع لتكون مع عائلتها أو مواصلة حلمها المهني.

تقطن سمر، البالغة من العمر 21 عاما، مع 6 طلاب آخرين في سكن جامعي في هافانا. وتقول إنها منذ الـ7 من أكتوبر واندلاع الحرب، كثيرا ما تشعر بالرغبة في العودة إلى كنف عائلتها.

تروي الشابة متحدثة عن والدتها وشقيقتها وشقيقيها الذين يعيشون في غزة "من الأسهل بالنسبة لي أن أكون معهم بدلا من أن تراودني كل هذه الأفكار" وعدم معرفة "ماذا يشربون ويأكلون وأين ينامون".

وتتذكر أيضا ما قالته لها والدتها خلال أحد الاتصالات القليلة بينهما "نفتخر بك، نفتخر بأن يكون لنا شخص خارج غزة يدرس الطب".

تقول سمر إن عائلتها التي تعيش في شمال قطاع غزة، اضطرت للتنقل عدة مرات هربا من القصف، وهي حاليا في دير البلح في وسط القطاع. تضيف سمر "يفتحون تطبيق واتساب ويبعثون لي رسالة تقول إنهم بخير، ولا أعرف متى سأتلقى المزيد من الأخبار".

وتتحدث بالإسبانية بعد أن استفادت مثل جميع الطلاب الأجانب من برنامج مكثف لتعليم اللغة عند وصولها إلى الجزيرة عام 2022.

وتقول الشابة وهي في عامها الثاني في الطب، إنها استعادت قواها بعد فترة من الاكتئاب. وهدفها الآن إلى جانب دراستها هو الدفاع عن "القضية الفلسطينية".

يقول مطيع المعشر، 24 عاما، وهو من رفح جنوبا، إنه يحاول مع أصدقائه الفلسطينيين العودة إلى الحياة الطبيعية "للتخفيف من التوتر".

ويضيف "لكن الأمر ليس سهلا. بمجرد أن تمسك هاتفك تردك الأخبار".

وفي إحدى المرات الأخيرة التي تحدث فيها مع والدته، "كانت حزينة جدا". ومطلع مايو، خلال قصف في رفح، "قُتل عدد كبير من أقربائي".

كما تأثرت الحياة الاقتصادية لهؤلاء الطلاب الذين ما عادوا يتلقون المال من ذويهم في غزة. ويوضح السفير أنه أطلق حملة تبرع مع منظمات فلسطينية مقرها في الولايات المتحدة ودول أخرى لمحاولة "حل مشاكلهم جزئيا".

محمد رفعت المصري، 26 عاما، فقد 9 أفراد من عائلته في الحرب، وهو في سنته الأخيرة في الطب.

وهو ابن سائق سيارة إسعاف يعمل في قطاع غزة، وهو يعلم جيدا أن القطاع "بحاجة ماسة للأطباء".

وبعد تخرجه قريبا ينوي الانضمام إلى الطاقم الطبي في غزة، لكنه لا يعرف متى سيتمكن من العودة أو كيف سيدفع ثمن بطاقة السفر الى القطاع.

في هذه الأجواء الصعبة يقول هؤلاء الطلاب انهم شاهدوا بدهشة الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية.

تقول سمر "اعتقدنا أننا وحدنا ندافع عن القضية الفلسطينية، ما يفعله الطلاب غير نظرتنا للعالم الخارجي".

ويؤكد مطيع أنه "فخور جدا لرؤية طلاب يرفعون صوتهم في جميع أنحاء العالم" نصرة للفلسطينيين.

وأُلقي القبض على مئات الطلاب في الأشهر القليلة الماضية بعد تنظيم مظاهرات وإقامة مخيمات احتجاج فضلا عن الاعتصام في منشآت في بعض الحالات، وذلك احتجاجا على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وجدت دراسة أجريت عام 2012 في المجلة الأميركية للصحة العامة أنه على الرغم من الموارد المحدودة للبلاد، أنشأت نظامًا تحسد كوبا عليه من العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك عدد قليل من البلدان المتقدمة، وفق ما نقلت إي بي سي نيوز.

بحسب الدراسة، "عدد ضئيل من الدول تستطيع مضاهاة الرقم القياسي الكوبي المتمثل في التطعيم الكامل بنسبة 98% بحلول عمر السنتين، وتطعيم الأطفال ضد 13 مرضاً، وتوفير الرعاية السابقة للولادة لـ95% من النساء الحوامل بحلول نهاية الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مع معدلات وفيات للرضع أقل من 5 لكل 1000 ولادة.

ويقول مؤلفو الدراسة "تمكنت كوبا من مكافحة الأمراض المزمنة، بما في ذلك قياسات ضغط الدم السنوية على الأقل لجميع السكان تقريبًا".

وفي عام 2015، اعترفت منظمة الصحة العالمية بكوبا كأول دولة تقضي على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل.

وعمل معهد روزويل بارك للسرطان في نيويورك، على جلب لقاح مبتكر لسرطان الرئة يسمى "سيمافاكس" إلى الولايات المتحدة، وهو دواء طوره المركز الكوبي لعلم المناعة الجزيئية.