إسرائيل لا تعرف كيف تنهي الحرب... ماذا ينتظر غزة؟

من المتوقع أن يركز الجيش الإسرائيلي على عمليات استعادة الأسرى في جميع أنحاء قطاع غزة، عقب الانتهاء من حملته العسكرية في رفح خلال الأسابيع المقبلة.

ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن عمليات استعادة الأسرى ستكون مشابهة لتلك التي حررت 4 محتجزين في أوائل يونيو، لكنها قتلت العشرات من الفلسطينيين.

توازيا مع ذلك، أكد مسؤولون عسكريون أنهم سيواصلون مداهمة الأحياء، التي استولوا عليها في المراحل الأولية من الحرب، لمنع مقاتلي حماس من استعادة الكثير من قوتهم في تلك المناطق.

يعني ذلك، عودة الجيش الإسرائيلي إلى شمال ووسط القطاع، بما في ذلك مستشفى الشفاء، على سبيل المثال لا الحصر، أو حتى العودة إلى مخيم جباليا وشارع صلاح الدين، وغيرها من المناطق الاستراتيجية.

توقعت صحيفة نيويورك تايمز استمرار هيمنة حماس على مفاصل السلطة والحكم في القطاع، من خلال الانسحاب من مناطق كثيرة بغزة، دون التنازل عن السلطة لقيادة فلسطينية بديلة.

وهناك قناعة إسرائيلية بأن حالة واحدة تحد من قوة حماس في غزة، وهي المداهمة العسكرية النظامية داخل القطاع، وفقا للصحيفة.

لكن هذا قد يؤدي إلى زيادة مدة الفراغ السياسي الذي تتنافس فيه العشائر والعصابات الكبيرة مع حماس على السلطة، ما يعقّد من إعادة بناء غزة وتوزيع المساعدات ويزيد من معاناة المدنيين.

وتقول الصحيفة إنه من المتوقع أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، إذ تزعم أن ذلك سيمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع.

ستتوسع العمليات مع حزب الله، المدعوم من إيران، على حد تعبير الصحيفة، من خلال نقل المزيد من القوات إلى الحدود الشمالية مع لبنان.

وسيكون الجيش الإسرائيلي، حينها، أكثر قدرة على مهاجمة جنوب لبنان، لإجبار مقاتلي حزب الله على الابتعاد عن الحدود.

لكن تجميع القوات هناك قد يشجع هجمات صاروخية إضافية من حزب الله، ما يزيد من خطر وقوع خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى حرب شاملة، إذ حذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، من إمكانية غزو جماعته لإسرائيل، ما يظهر أن خطر التصعيد قد اقترب أكثر من أي وقت مضى منذ أشهر.

في الوقت نفسه، فإن إعلان إسرائيل عن دخولها في مرحلة جديدة في غزة، قد يوفر سياقا لتهدئة التصعيد، إذ إن تقليص القتال في غزة قد يمنح حزب الله فرصة للخروج من مأزق الحرب، لأنه في فبراير الماضي، أعلن أنه سيتوقف عن إطلاق النار "عندما يتوقف إطلاق النار في غزة".

كما أن فترة من الهدوء النسبي على طول الحدود اللبنانية قد تدفع بعض المستوطنين في الشمال للعودة إلى ديارهم، وهذا من شأنه أن يخفف الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حزب الله.

استمرار انتقاد الإدارة الأميركية لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي في غزة، هو الخبر الذي يطفو على السطح عند الحديث عن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب مؤخرا.

نتنياهو رفض صياغة خطة واضحة لحكم غزة بعد الحرب، واندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وهو ما زاد من فرص الخلاف مع واشنطن.

وتسعى إدارة بايدن إلى إنهاء القتال مع حزب الله، وضغطت على نتنياهو لعدة أشهر لتمكين قيادة فلسطينية بديلة في غزة.

ومع ذلك، أبقى نتنياهو على مستقبل غزة غامضا، في ظل ضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني لاحتلال المنطقة وإعادة توطين الإسرائيليين فيها.