يخسر "نخبة قادته".. إسرائيل تغتال "حزب الله"

الخبير العسكري والاستراتيجي هشام جابر يقول إن هذه الاستهدافات:

• تدخل في إطار الحرب الاستخباراتية الإسرائيلية وباتت تل أبيب تستخدمها كحرب عسكرية.

• تؤثر معنويا على الحزب، خاصة أن من تم استهدافهم يعتبرون من المسؤولين التاريخيين ضمن التنظيم.

• في الوقت نفسه، التأثير لا يكون بارزا على الصعيد الميداني باعتبار أن هناك بدائل لكل شخص تغتاله إسرائيل.

• استمرار حرب الاستنزاف القائمة حاليا منذ 8 أكتوبر الماضي، سيكون له تأثير على الحزب.

من جهته، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني:

• الاغتيالات قد لا تؤثر على حزب الله بشكل كبير وهناك تجارب سابقة تشير إلى ذلك خلال السنوات الماضية.

• لدى التنظيم هيكلية عسكرية تنظم مهام العناصر والمسؤولين، فيما لكل قائد عسكري تجري تصفيته، نواب لديهم خبرة قتالية.

المحلل والكاتب السياسي اللبناني علي الأمين يقول بدوره:

• الخسائر التي تطول حزب الله بسبب الاغتيالات هي نوعية وليست عددية فحسب، إذ تستهدف "النخبة" لدى التنظيم، التي لديها خبرات طويلة على مدى عقود

• الحرب الحالية هي أكثر الحروب استنزافا لحزب الله، لأنها تطول كوادره العسكرية بشكل مباشر، فضلا عن استهداف المواقع العسكرية، الأمر الذي يمثل ضربة غير مسبوقة لم يشهدها الحزب سابقا

• إسرائيل تنتهج هذه الاستراتيجية استنادا إلى الحرب الأمنية التي تخوضها، وهذه الخطوة هي نتيجة قراءة لتجربة حرب يوليو 2006 ضد لبنان.

في خطاب له قبل نحو أسبوعين، قال زعيم حزب الله حسن نصرالله إن لدى التنظيم ما يكفي من المقاتلين، مشيرا إلى أن الحزب يستخدم عددا معينا من العناصر والقادة للعمل ضمن الجبهة.

الخبير العسكري ناجي ملاعب يقول لبلينكس إن القتال الذي يخوضه حزب الله ليس هجوميا بألوية أو فرق، موضحا أن طبيعة الجبهة التي يديرها التنظيم تعتمد على أماكن مخفية، وتاليا يتم التحرك ضمنها.

وحسب ملاعب، فإن هناك مدنيون خضعوا لدورات قتالية وعسكرية ضمن "حزب الله"، يستطيعون تشغيل الطائرات المُسيرة، والصواريخ، وقذائف الهاون، والصواريخ الموجهة.

في المقابل، يقول مصدران مقربان من "حزب الله" لبلينكس إن الحزب لا يستخدم عناصره الميدانية الأساسية كافة على الجبهة وذلك تجنبا لاستنزاف حاد قد يصيبها، وأيضا تلافيا لاستهدافها.

المصدران أشارا إلى أن القادة الميدانيين الأساسيين والعسكريين يديرون الجبهة القتالية من خطوط خلفية بعيدة نسبيا عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وهم يعتمدون على غرف عمليات متنقلة تضم عناصر عسكرية أصيلة ضمن حزب الله.

مع ذلك، فإن معلومات بلينكس تكشف أن الحزب يعيش "خضة داخلية أمنية" على صعيد الاغتيالات التي طالت قادته، تحديدا بعد اغتيال ناصر، الأربعاء.

بحسب المصادر، فإن اغتيال "أبو نعمة" شكل ضربة كبيرة، باعتبار أنه يقود محورا أساسيا، وهناك محاولات لاكتشاف مكامن الخلل التي أدت الى اكتشاف سيارته خاصة أنه يتم استبدال المركبات التي يستخدمها أكثر من مرة يوميا.

المعلومات تقول أيضا إن الحزب يواصل تحقيقاته باغتيال طالب عبدالله لكنها لن ترتبط بتصفية ناصر كون كل طرف قتل ضمن منطقة مختلفة، وتاليا هناك مساع لكشف الثغرات الأمنية ضمن كل بقعة جغرافية حصلت فيها عمليات التصفية.

وفقا للمصادر، فإن حزب الله وضع منطقة الحوش في مدينة صور تحت الرصد الاستخباراتي بعدما شهدت 3 عمليات اغتيال، 2 منها طالت قائدين أساسيين في الحزب هما حسين مكي، ومحمد ناصر.

بدوره، يعتبر الأمين أن الاغتيالات التي طالت حزب الله تكشف التالي:

• هناك نقطة ضعف أمنية لدى حزب الله خاصة أن الاستهدافات طالت مسؤولين عسكريين بارزين من المفترض أن تكون لديهم احتياطات أمنية أكثر من غيرهم وأعلى من الكوادر السياسية التابعة للتنظيم.

• الثابت هو أن إسرائيل متقدمة على صعيد تكنولوجيا المعلومات وهو أمر يتم استثماره في الاغتيالات.

• التساؤل الأساسي يتحدد على مدى تأثير العنصر البشري على صعيد الاغتيالات.

• حتى الآن، لم يظهر حزب الله قدرته على وقف عمليات الاغتيال والدليل هو استمرارها، الأمر الذي خلق حالة من التململ في البنية العسكرية للتنظيم.

بحسب مصادر لبلينكس فإن هناك 3 أنواع أساسية لغرف العمليات لدى "حزب الله"، وهي:

• غرفة عمليات ميدانية، ترتبط بالعناصر والمقاتلين في ساحة القتال، وهناك المئات منها.

• غرفة عمليات المقر، وهي أساسية ومكانها يكون مرتبطا بالمنطقة الجغرافية الموجودة فيها، كما أن تنسيقها يكون مع الوحدات القتالية في نطاقها حصرا.

• غرفة العمليات المركزية، التي تتصل بها غرفة عمليات المقر، وإليها ترد كافة المعلومات النهائية، ومن خلالها توجه الأوامر ويجرى التنسيق الميداني، في حين أن مكانها "غير معروف".

تكشف مصادر مقربة من "حزب الله" لبلينكس آلية مبسطة عن اتخاذ القرارات القتالية ضمن الحزب، وتقول التالي:

• القادة الذين تم اغتيالهم يعتبرون أساسيين بين غرف عمليات الميدان والمقر والغرفة المركزية التابعة لحزب الله، التي تُدار عبرها العمليات ومن خلالها تعطى التوجيهات لقادة المحاور.

• المسؤولون الذين تمت تصفيتهم يتخذون القرار الميداني بناء على طبيعة الجبهة التي يديرونها واستنادا للنطاق الجغرافي.

• يجدر بهؤلاء إبلاغ الغرفة المركزية بخططهم الميدانية قبل تنفيذها وتقييمها، على أن يتم عبرهم إصدار الأوامر نحو الغرف الميدانية للتحرك وتنفيذ العمليات.

• القرار المرتبط بمن تم اغتيالهم يكون ميدانيا وضمن الجبهة مباشرة، في حين أن دورهم أيضا يتحدد في شرح الواقع الميداني للقيادة العليا في الحزب عبر تقارير معينة أو من خلال لقاءات دورية.

• التوجيه العسكري والتخطيط الأعلى مستوى يأتي عبر هرمية عسكرية وتراتبية معينة، ويكون المسؤولون الذين تم استهدافهم جزءا من هذا التخطيط والتوجيه ولكنهم ليسوا الأساس النهائي فيه، كما تقول المصادر.

يقول الخبير العسكري عمر معربوني إن لدى الحزب ما يسمى بـ"مجلس الشورى"، مشيرا إلى أن "هذا المجلس يتولى عملية توجيه قرارات التنظيم وغيرها وذلك ضمن هيكلية عسكرية متراصة وتراتبية".

أما عن البدائل الذين يتم تعيينهم بعد اغتيال القادة العسكريين، فتكشف المعلومات التالي:

• هناك إجراءات يتخذها الحزب لتعيين بديل عن القيادي المستهدف ويكون الأمر بـ"التعيين" الذي يأتي بإشراف مباشر من زعيم حزب الله، حسن نصرالله.

• عام 2016، وإثر مقتل القيادي في الحزب حسن محمد الحاج، جرى تعيين محمد ناصر مسؤولا عن "وحدة عزيز" في التنظيم.

• قبل أكثر من 6 سنوات، أقال الحزب القيادي "أبو جميل يونس" الذي كان قائد وحدة "حيدر" في البقاع ومنحها لقيادي آخر.

• استبدال قادة الوحدات يكون أيضا بسبب التقدم في السن وهناك مسؤولون كثر ضمن الحزب يُحالون إلى التقاعد.

خلال خطاباته الأخيرة، يقول نصرالله إن تنظيمه جاهز للحرب وإن فرضت عليه فسيقاتل من دون أي أسقف أو حدود. في المقابل، تبرز نظرية تقول إن مسألة استهداف قيادات الصف المتقدم في الحزب قد تدفع الأخير لاتخاذ قرارات أكثر تقدماً لوقف اشتباكاته مع إسرائيل حفاظا على ما تبقى من قادة مخضرمين لديه.

الخبير العسكري ناجي ملاعب يرفض تماما هذه النظرية، ويقول إن قرار وقف الحرب الحالية لا يحدده حزب الله ولا تفرضه الاغتيالات، بل هو قرار مركزي يرتبط بعمليات المحور الإيراني في المنطقة، وهو موجود عمليا بيد الحرس الثوري الإيراني.

المحلل السياسي علي الأمين يقول بدوره إن حزب الله هو من أكثر المستعجلين لوقف الحرب اليوم قبل الغد، معتبرا أن التنظيم يدفع ثمن القرار الإيراني بفتح الجبهة، وتاليا يعاني من استنزاف قدراته العسكرية والنخبوية والعسكرية.

كذلك، يرى الأمين أن إسرائيل تعتبر أن معركتها الحالية ضد حزب الله "نموذجية"، فهي مستمرة باستراتيجية الاغتيالات من دون أي رادع، فيما الأمر الأبرز هو أن ما تقوم به على هذا الصعيد لا يلقى أي إدانة أو استنكار، وتاليا قد يدفعها هذا الأمر لمواصلة تلك العمليات.