صراعات
وقع العديد من كبار قادة حماس في غزة على رسائل حثت القيادة السياسية للحركة في الخارج على قبول مقترح وقف إطلاق النار الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن، بحسب الأسوشيتد برس.
يعتقد العديد من المسؤولين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة أن حجم الدمار في قطاع غزة الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ نحو 9 أشهر ساهم على الأرجح في دفع حركة حماس إلى تخفيف مطالبها باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت حركة حماس الأحد أنّها وافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة "من دون وقف إطلاق نار" دائم.
وأثار هذا التحول المفاجئ آمالا جديدة في إحراز تقدم في المفاوضات التي تتم بوساطة دولية.
تنقل الوكالة عن شخص مطلع على الاستخبارات الغربية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه المسألة الحساسة، قال إن قيادة الحركة تدرك أن قواتها تكبدت خسائر فادحة، وقد ساعد ذلك حماس على الاقتراب من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويقول مسؤولان أميركيان إن واشنطن تدرك الانقسامات الداخلية داخل حماس وأن تلك الانقسامات والدمار في غزة أو الضغوط التي يمارسها الوسطاء مصر وقطر، يمكن أن تكون عوامل في تخفيف الحركة المسلحة لمطالبها بالتوصل إلى اتفاق.
مسؤول من الشرق الأوسط شارك أسوشيتد برس تفاصيل رسالتين داخليتين لحماس، وكلاهما كتبهما مسؤولون كبار داخل غزة إلى قيادة لحركة في قطر، حيث يقيم الزعيم الأعلى لحماس، إسماعيل هنية.
أشارت الرسائل إلى أن:
نفى المتحدث باسم حماس، جهاد طه، أي تلميحات بوجود انقسامات داخل الحركة.
وقال إن "موقف الحركة موحد ويتبلور من خلال إطار العمل التنظيمي للقيادة".
تقول الوكالة إن مسؤول الاستخبارات أظهر نسخة من الرسائل باللغة العربية، لكنه رفض مشاركة تفاصيل محددة حول كيفية الحصول على المعلومات، أو الشكل الذي جرت به المراسلات.
وقال المسؤول إن المراسلات جرت في مايو ويونيو، وجاءت من عدة مسؤولين كبار داخل الجناح العسكري للحركة في غزة.
واعترفت الرسائل بمقتل عناصر وقادة من حماس وبحجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة بسبب الحملة الإسرائيلية في القطاع.
تشير أسوشيتد برس أن الرسالتين يتحدثان أيضا عن فرضية أن "السنوار ربما لا ينقل حجم خسائر القتال بشكل كامل إلى قادة حماس الذين يتفاوضون خارج القطاع".
وليس من المعروف ما إذا كان هنية أو أي من كبار المسؤولين الآخرين في قطر ردوا على تلك الرسائل.
ورفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على المراسلات.
أعلنت حركة حماس الأحد أنّها وافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة "من دون وقف إطلاق نار" دائم، في وقت تتكثف فيه جهود الوساطة للتوصّل إلى هدنة في الحرب التي دخلت شهرها العاشر.
ومنذ أشهر، تواجه جهود قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الوسيطة بين الدولة العبرية والحركة الإسلامية الفلسطينية، عقبات في طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت يصرّ كلّ من الطرفَين على مطالبه.
ويشدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على أنّ الحرب في غزة ستنتهي عندما "تتحقّق" كلّ أهدافها، بما في ذلك "القضاء" على حماس وتحرير كلّ الرهائن المحتجزين في القطاع.
وبعدما كانت حماس تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم لتخوض مفاوضات حول الرهائن، قال قيادي في الحركة لوكالة فرانس برس الأحد إنّ "هذه الخطوة تمّ تجاوزها".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة