إسرائيل تعلن اغتيال "شكر".. هل تهدأ طبول الحرب أم تعلو؟

بعد دقائق من الضربة الإسرائيلية على بيروت، علق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قائلا: "حزب الله تجاوز الخط الأحمر"، في إشارة إلى اتهام الحزب اللبناني بضرب مجدل شمس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: "الضربة الإسرائيلية كانت دقيقة، واستهدفت القائد المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس".

وسُمع دوي انفجار، الثلاثاء، في بيروت بمنطقة حارة حريك، معقل جماعة حزب الله، وشوهدت ألسنة لهب تتصاعد من موقع الانفجار، قبل أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الضربة.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، تقع الشقة المستهدفة في محيط مجلس شورى حزب الله بمنطقة حارة حريك.

وقال أفيخاي أدرعي إن الغارة أسفرت عن مقتل القائد العسكري الأبرز في حزب الله ورئيس المنظومة الاستراتيجية للتنظيم، واليد اليمنى لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ومستشاره لشؤون التخطيط وإدارة الحرب.

مسؤولون إسرائيليون قالوا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن الكُرة انتقلت إلى ملعب حزب الله الآن، بعد أن نفذت إسرائيل وعدها بالرد على هجوم مجدل شمس.

وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل ليست لها مصلحة في المزيد من التصعيد مع حزب الله، إذ لن يكون هناك رد آخر إذا لم ينفّذ الحزب اللبناني هجمات أخرى.

وقبل الضربة بساعات قليلة، أصدر المسؤولون بحزب الله بيانا للصحافيين، أكدوا خلاله عزمهم على الرد على أي هجوم إسرائيلي قد يحدث على الأراضي اللبنانية.

وذكرت مصادر لوكالة "رويترز" أن دبلوماسيين حثوا إسرائيل على عدم استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقل حزب الله، أو البنية التحتية الرئيسية للعاصمة اللبنانية، تجنبا لانتقام قوي من الحزب اللبناني.

وتدخل وسطاء بين حزب الله وإسرائيل في محاولة لتحجيم أو إلغاء الردود العسكرية بين الطرفين، وتجنب التصعيد، ليؤكد مسؤول بحزب الله أن المبعوثين الدوليين لا يتبعون أسلوبا مباشرا، ويحملونهم مسؤولية اندلاع حرب شاملة في حالة الرد على إسرائيل.

استهدف الجيش الإسرائيلي فؤاد شكر، القيادي البارز في حزب الله، وهو المستشار العسكري لزعيم الحزب حسن نصرالله، ويعمل في أعلى هيئة عسكرية للحزب "مجلس الجهاد".

وقالت الخارجية الأميركية، إنه كان له دور رئيسي في عملية تفجير ثكنات المشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، في حادث ضخم أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا.

واعتبرت واشنطن فؤاد شكر إرهابيا دوليا في العاشر من سبتمبر 2019، وحُظرت جميع ممتلكاته والفائدة المترتبة عليها، ومُنع الأميركيون من إجراء أي تعاملات معه.

ورصدت أميركا في برنامج "مكافآت من أجل العدالة" مبلغ 5 ملايين دولار، مقابل توفير أي معلومات عنه للقبض عليه.

أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا عاجلا، الثلاثاء، بعد الضربة الإسرائيلية بدقائق، أكدت خلاله أنها تواصل مساعيها الدبلوماسية لتجنب التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل: "نواصل العمل للتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم في سلام، وتجنب أي نوع من التصعيد".

وقالت تقارير صحافية إسرائيلية إن تل أبيب أخطرت واشنطن بالضربة قبل وقت مناسب.

في المقابل، اعتبرت روسيا الضربة الإسرائيلية "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي، ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية إدانة موسكو للغارة التي أسفرت عن مقتل شخصين بينهما سيدة.