حرب شاملة أو هدنة.. ما تداعيات اغتيال هنية؟

كان إسماعيل هنية عنصرا رئيسيا في مفاوضات حركة حماس مع إسرائيل من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتقرير مصير الرهائن، والفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية فضلا عن تحديد الشكل الذي ستتم به إدارة قطاع غزة في اليوم التالي بعد الحرب.

باراك رافيد، المحلل السياسي لشبكة سي إن إن ومراسل موقع أكسيوس الأميركي، قال إنه "على الرغم من أن هنية لا يمتلك أهمية عسكرية، إلا أنه كان مسؤولا عن العلاقات الدولية للحركة، وهو المحاوِر الرئيسي مع الوسطاء المصريين والقطريين بشأن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة"، مضيفا أن "اغتياله سيكون له تأثير كبير على المفاوضات".

إقامة هنية بين تركيا وقطر منذ قراره عام 2017 البقاء خارج قطاع غزة مكنّته من السفر إلى دول أخرى لتمثيل حركة حماس والتفاوض باسمها كونه رئيساً لمكتبها السياسي.

على غرار ما وقع بعد اغتيال زعيم حركة حماس أحمد ياسين في 22 مارس 2004 من تصعيد للعنف وتكثيف حماس لنشاطها العسكري، من المرجح أن يؤجج اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رد فعل قوي.

مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية مسارات، هاني المصري، قال لوكالة الأناضول إن اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يمهد لجولة تصعيد وحرب مفتوحة أو إبرام صفقة وتبادل أسرى.

وأضاف أن هذا الاغتيال "يدل على أن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، مستعدة لأن تذهب إلى جولة تصعيد".

وقال وزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يدفع المنطقة والعالم إلى شفا كارثة".

هيئة البث الأسترالية نشرت في تقرير لها أن اغتيال هنية من شأنه أن يزيد من احتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله الداعمة لحركة حماس. فبينما تتفادى جميع الأطراف هذا السيناريو، نظرا لأن آلة حزب الله القتالية أكثر قوة من حماس، يرى محللون أن ذلك بات أقرب من أي وقت مضى.

وتوعد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، بالرد على اغتيال هنية، إذ قال في بيان إن "اغتيال القيادي إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر دون رد".

إيران

توعد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء بإنزال "أشد العقاب" بإسرائيل المتهمة باغتيال زعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران.

وقال خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إرنا، إن بلاده "ستثأر لدماء هنية التي سفكت على أراضي إيران".

سوريا

نددت دمشق الأربعاء بمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بالضربة الإسرائيلية في طهران، محذرة من أن "استهتار إسرائيل بالقوانين الدولية قد يقود إلى اشتعال المنطقة برمتها".

تركيا

أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء "اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

الأردن

دان الاردن بشدة الأربعاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واعتبر أنها "جريمة تصعيدية" ستزيد التوتر والفوضى في منطقة الشرق الأوسط.

الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، قال إن الاغتيال تصعيد خطير، مؤكدا أن الحركة "ليست أشخاصا".

في تدوينة على حسابه بموقع إكس، علق مؤسس المجلس الوطني الإيراني الأميركي، تريتا بارسي، على تداعيات اغتيال هنية بالنسبة لإسرائيل، من بينها:

منع أي علاقات دبلوماسية بين طهران وواشنطن:

خلال حملته الانتخابية، وعد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان بتجديد قنوات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وبلاده.

لكن مع تصاعد التوترات بعد الاغتيال، أغلقت إسرائيل أي فرصة لتجديد العلاقات بين البلدين. يوضح بارسي أن إسرائيل تعارض الدبلوماسية الأميركية الإيرانية منذ أوائل التسعينيات، وخلق أزمات سياسية هي الوسيلة التي تستعملها لتقويض بداية أي محادثات ديبلوماسية.

الدخول في حرب يبحث عنها نتنياهو:

كان الهجوم الذي أسفر عن اغتيال هنية محرجًا لطهران لأنه فضح قدرات الردع التي طالما تتباهى بها، لاسيما بعد قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق في 1 أبريل.

ويضيف بارسي أن الهجوم يشير إلى أن حلفاء إيران ليسوا في مأمن، حتى في طهران، وأن إيران لا تستطيع حمايتهم. وفي حال تصعيد إيراني ردا على مقتل هنية، تكون إسرائيل قد دخلت في حرب إقليمية ستجر إليها الولايات المتحدة أيضا.

تضييق الخناق على كامالا هاريس:

خلال لقاء نتنياهو مع هاريس، أشارت إلى أنها لن تكون متسامحة مثل بايدن تجاه عناد نتنياهو وستتبنى خطًا أكثر صرامة ضده. ولكن إذا تمكن نتنياهو من بدء حرب إقليمية قبل أن تصبح رئيسة محتملة، فإنه لن يجبر الولايات المتحدة على الدخول في الحرب فحسب، بل سيضع هاريس في زاوية ويزيل قدرتها على تبني خط أكثر صرامة ضد إسرائيل.