لبنان الرسمي يستعد لـ"الحرب الشاملة".. أدوية ووقود ومستشفيات

مع تصاعد الاشتباكات بين جماعة حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان منذ أكتوبر الماضي، بادرت الحكومة اللبنانية إلى إعداد خطة طوارئ عاجلة تحسبًا لاحتمال انزلاق لبنان إلى حرب شاملة.

وبحسب ما أفاد وزير البيئة ورئيس لجنة الطوارئ، ناصر ياسين، لبلينكس، تشمل الخطة تحديد مراكز إيواء وتوفير المستلزمات الغذائية والصحية، بالإضافة إلى المحروقات.

وأوضح ياسين أن الخطة استندت إلى تجربة حرب يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل، والتي شهدت نزوح أكثر من مليون شخص توزعوا على مختلف المناطق اللبنانية.

وتفترض الخطة أن تستمر الحرب الشاملة على لبنان لمدة شهر ونصف الشهر، مع توزيع النازحين من جنوب لبنان على منطقة البقاع وبعض المناطق الجنوبية الآمنة، إضافة إلى المناطق الجبلية.

اللافت أن هذه الخطة لم تتعدل بشكل ملحوظ منذ بداية العام الحالي، إذ أكد ياسين أن المؤشرات والافتراضات وضعت في ذلك الوقت، علما أنها توزعت على بعض رؤساء البلديات في الشمال والجنوب.

من جهة أخرى، أوضح ياسين أن الحكومة اللبنانية على التواصل مع دبلوماسيين من أجل تفادي الحرب.

منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان أواخر العام 2019، والمستمرة حتى اليوم، يعاني اللبنانيون من شح المواد الأساسية أو غلاء أسعارها، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة.

ودفع انقطاع الأدوية من الصيدليات والمستشفيات باللجوء لبدائل، أو السفر لتأمينها من الخارج، لتصبح حقائب اللبنانيين والمغتربين محمّلة بالأدوية.

لذلك، عقد وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، الخميس 1 أغسطس، مؤتمرا صحافيا أوضح فيه أن الأدوية والمستلزمات تكفي لـ4 أشهر، مشددا على أن الحكومة لا تطالب بحرب، إنما "الاحتياط واجب".

في ما يتعلق بجاهزية المستشفيات لاستقبال الجرحى، أكد الأبيض أن المستشفيات في جاهزية تامة، معلنا أن "وزارة الصحة تغطي بشكل كامل أي جريح من جرحى الحروب بالتنسيق مع المستشفيات".

في هذا السياق، أعلن ياسين عن التنسيق الكامل مع المنظمات الصحية التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى التعاون مع منظمة الصحة العالمية.

يعاني لبنان من أزمات متعددة، وتفاقمت مع غياب خطة حكومية للجم الخسائر الناجمة عن الأزمة الاقتصادية، إذ يعيش اللبنانيون من دون كهرباء، ونقص في المياه، ويزيد الطين بلّة، عدم بناء ملاجئ محصنة في حال اندلاع الحرب.

بناء على ذلك، قال النائب اللبناني، فراس حمدان، لبلينكس، إن تعاطي الحكومة اللبنانية مع ملف الطوارئ غير مسؤول لأنه يفتقد لخطة واضحة حول الاستجابة الفورية، إلى جانب غياب الرؤية في حال وقوع الحرب الشاملة.

ونوه حمدان إلى أن لبنان يعيش "مرحلة صعبة متمثلة بتحلل للإدارات والمؤسسات وغياب المؤسسات الأساسية، ناهيك عن عدم وجود بلديات فاعلة وخلية أزمة مركزية لحتى يكون في استجابة فورية".

تدور مواجهات مسلحة على حدود جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر الماضي، ونتيجة لذلك، نزحت آلاف العائلات من جنوب لبنان إلى مناطق أكثر أمنا.

ولامس عدد النازحين من البلدات التي تتعرض لقصف مستمر، الـ100 ألف، موزعين على مدن مختلفة، أبرزها صور والنبطية وبيروت، وفقا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة الصادر في 25 يوليو.

يتوزع النازحون على 16 مركز إيواء، وهي مدارس فرّغت لاستقبال النازحين بالتعاون مع البلديات.