أسرى مقابل قادة.. هل حاصر نتنياهو رهائنه بنفسه؟

سيطرت حالة من الذعر على أهالي الرهائن المحتجزين في غزة، الذين يخشون أن حماس لن تقبل باستئناف المفاوضات بعد مقتل أحد أبرز زعمائها في طهران.

وأصدر منتدى أهالي الرهائن وعائلات المفقودين بيانا سريعا بعد إعلان حادثة الاغتيال الذي رفضت إسرائيل التعليق عليه، وقال البيان إن "الإنجاز الحقيقي" لا يمكن أن يتحقق من دون عودة الرهائن.

وأضاف: "نناشد الحكومة الإسرائيلية وزعماء العالم دفع المفاوضات للأمام وبشكل حاسم، لأن الوقت عامل جوهري في هذا الأمر، وهذا هو وقت التوصل للاتفاق".

في حيفا، الخوف عامل مشترك بين العديد من المواطنين، إذ تقول أنات نوي، في تصريحات لفرانس برس، إنها تعتقد أن مقتل هنية "خطأ" يهدد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.

وأضافت: "لدينا خوف من تصاعد الأمور، لا يوجد هدوء، نحن نشعر بالخوف".

أما آفي بن إيشاي، وهو من سكان حيفا أيضا، فقال: "سنسعد عندما يعود الرهائن إلى منازلهم وتنتهي الحرب".

ولم تخف شاحر بن يمين، التي تقيم في تل أبيب قلقها من الرد المتوقع من حركة حماس على اغتيال هنية، وكذلك حزب الله بعد اغتيال فؤاد شكر.

آخرون في إسرائيل، يعتقدون أن ما حدث خلال الـ48 الماضية من ضربات لحماس أو حزب الله، يعتبر "أمرا ضروريا للدفاع عن أمن إسرائيل".

يقول "جاكوب" الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط، في حديث لفرانس برس، إن اغتيال هنية سيكون له تأثيرا إيجابيا في حل النزاع الدائر حاليا.

وأضاف جاكوب الذي يقطن في تل أبيب: "هدفنا في البداية وقبل كل شيء هو إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، لقد بذلت إسرائيل قصارى جهدها للعيش في الشرق الأوسط بسلام، وكل ما نفعله دائما هو دفاع عن النفس".

قبل أن تحدث الهزة المزلزلة باغتيال عناصر كلا من حزب الله وحماس، كانت المفاوضات متعثرة أيضا، أمام قائمة مطالب جديدة تقدم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

الآن يبدو الوضع غامضا، فإسماعيل هنية، اللاعب الأساسي في مفاوضات وقف إطلاق النار قُتل، ورجح دبلوماسي، ومسؤول إسرائيلي لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن اغتيال هنية سيؤدي على الأقل لوقف مؤقت في المفاوضات، وذلك حتى تتمكن حماس من إعادة تنظيم صفوفها والرد على الهجوم.

وتحتجز حماس 111 إسرائيليا في قطاع غزة، من بينهم 39 قال الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا لأسباب مختلفة، وكشفت الحركة الفلسطينية عن مقتل بعضهم نتيجة للقصف العشوائي في قطاع غزة.

ولم تكشف حماس بعد عن مصير الرهائن بعد مقتل هنية، وعما إذا كانت ستتخذ ضدهم أي إجراءات عقابية، لكنها اكتفت بالتعليق في بيان لها بأن "اغتيال هنية سينقل المعركة إلى أبعاد جديدة"، وقالت حماس إن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها.

ويتكهن بعض المحللين أن اغتيال هنية ربما يؤدي إلى أحد مسارين على طاولة المفاوضات، بحسب الصحيفة الأميركية، فإما أن يحمل رحيل هنية حماس على تقديم تنازلات، والرضوخ لشروط أكثر ملائمة بالنسبة لإسرائيل، وإما أن يجعل موقفها أكثر تصلبا، بل ويدفعها إلى وضع مطلب جديد على طاولة المفاوضات، وهو موافقة إسرائيل على عدم اغتيال قادة حماس في الداخل والخارج.