الميليشيات الإيرانية تعود للنشاط في سوريا.. أين تتمركز؟

منذ تدخلها أول مرة لدعم الحكومة السورية في الحرب، تهتم إيران بتأمين الطريق الاستراتيجي الذي يخترق العراق نحو سوريا ومن ثم لبنان، والذي يرمز إليه بطريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، والذي تحتله إيران بشكل كامل كحزام بريّ لنقل الأسلحة والعتاد لحلفائها مثل حزب الله في لبنان والمليشيات في العراق.

وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، أهم ما يشغل بال نظام طهران في سوريا هو:

• استمرار الممر البري من طهران إلى بيروت

• السيطرة على شواطئ البحر المتوسط

• عقد اتفاقيات مع الحكومة السورية لعقود مقبلة

• السيطرة على قطاعات الصحة والكهرباء والغذاء والتمويل

• توسيع نطاق الدعم الإيراني "الاستشاري والمالي والعسكري"

فقد بلغت قيمة التجارة الإيرانية في سوريا 869 مليار دولار. ووفقا لدراسة أميركية، يبلغ حجم الميلشيات الإيرانية في سوريا نحو 100 ألف مقاتل. هذه القوات تتوزع في 70 ميليشيا، أبرزها:

• لواء فاطميون: يتكون من الأفغانيين

• لواء زينبيون: من الباكستانيين

• حزب الله اللبناني والعراقي

• لواء أبو الفضل العباس

• حركة النجباء: من العراقيين

• لواء صعدة: من اليمنيين

ورصدت الدراسة الأميركية، أن الميلشيات الإيرانية تمتلك 570 موقعا داخل سوريا، منها 55 قاعدة عسكرية و515 نقطة عسكرية، وفي دير الزور وحدها يوجد 7 قواعد عسكرية و70 نقطة عسكرية تابعة لإيران.

كما رصدت الدراسة أن إجمالي إنفاق إيران على ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن يقدر بنحو 16 مليار دولار سنويا، بينما ينفق النظام الإيراني نحو 700 مليون دولار سنويا لدعم ميليشيات حزب الله اللبناني.

وذكرت الدراسة التي صدرت عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أنه منذ بدء الحرب في غزّة، تم رصد زيادة في حركة شحنات الأسلحة، وخاصة في غرب الفرات ونقلها من العراق صوب سوريا، كما تم رصد ضعف قوات سوريا الديمقراطية، المتحالفة مع الولايات المتحدة، والتي تسيطر على منطقة دير الزور الحدودية منذ سنوات.

ودعمت الميليشيات المدعومة من قبل إيران بدعم القائد العسكري المحلي الشيخ إبراهيم الهفل زعيم قبائل (العكيدات)، لمواجهة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، للتغطية على حركة شحنات الأسلحة الضخمة.

تحظى محافظة دير الزور في سوريا بأهمية خاصة لدى نظام طهران، فهي تشكل الجسر الرابط للميليشيات الإيرانية بين سوريا والعراق في محيط نهر الفرات، ولذلك في حال ضعفت أو فقد الإيرانيون هذه النقطة سيكون من المستحيل العثور على ممر من طهران إلى ساحل البحر المتوسط إلا عبر الجو، خاصة مع احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في قاعدة "التنف" في حمص المجاورة.

وإلى جانب الاستراتيجيات السياسية والعسكرية، لا تتوقّف إيران عن محاولات زيادة نفوذها الثقافي والطائفي عبر زيادة افتتاح المراكز الثقافية في مناطق متعددة وخاصة دير الزور.

ورصدت شبكة دير الزور 24 على سبيل المثال مؤخّرا مركزين ثقافيين في دير الزور المدينة. ومع أنّ أنشطة هذه المراكز الثقافية متعدّدة منها دورات الكومبيوتر والرحلات الكشفية، إلا أنّها تستعرض كذلك تاريخ إيران ودورات لتعليم اللغة الفارسية وترغيب الملتحقين بكل ما هو إيراني، وبشكل ناعم وتدريجي التشيّع.