مطار بيروت.. مسافرون عالقون وTickets تحلق

شهد مطار بيروت خلال الأيام الأخيرة زحمة خانقة ترافقت مع حالة من الهلع التي سيطرت على أغلبية المغتربين خوفا من انزلاق لبنان إلى حرب شاملة، خاصة مع تعليق بعض الرحلات الجوية من وإلى بيروت حتى إشعار آخر.

وبسبب ارتفاع الطلب عليها، ارتفعت أسعار تذاكر الطيران بشكل جنوني. على سبيل المثال، وصل سعر التذكرة من بيروت إلى عمّان إلى نحو ألف و500 دولار للفرد الواحد.

في هذا السياق، عبّرت ندى الدحدولي، الحاملة للجنسية الكندية، عن اضطرارها لتقديم موعد رحلتها المقررة في 10 أغسطس، لكنها فوجئت بارتفاع سعر تذكرة الطيران على الخطوط الجوية الإثيوبية، الذي وصل إلى أكثر من 5 آلاف دولار.

وأجبرت ندى إلى اللجوء الخطوط الجوية الإثيوبية نتيجة نفاد الحجوزات على شركات الطيران الأخرى مثل الفرنسية والقطرية والألمانية. وفي محاولة أخيرة، توجهت ندى إلى مكاتب الخطوط الجوية التركية في بيروت مرات عدة، لكنها لم توفق أيضا.

"حقائبنا جاهزة وموضّبة للتوجه إلى المطار في أي وقت"، هذا ما أكده علي قزان في حديثه مع بلينكس، عن استعداده لمغادرة لبنان إلى فرنسا بعد قدومه لتمضية الإجازة الصيفية مع عائلته، كالمعتاد.

لكن مع التغيير المستمر في موعد الرحلات، وحث السفارة الفرنسية رعاياها على ضرورة مغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن، سارع علي، مع زوجته وأولاده، إلى توضيب الحقائب بانتظار أقرب رحلة إلى باريس.

وألغت شركات طيران عدة رحلاتها إلى بيروت، من بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس.

كما مدّدت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء 6 أغسطس، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتبارا من الإثنين 5 أغسطس. أما الخطوط الجوية القطرية، فستلغي مؤقتا رحلاتها الليلية إلى بيروت.

وتقول غريتا مكرزل، التي تدير مكتب سفر قرب بيروت، لوكالة فرانس برس "مع إلغاء الرحلات وارتفاع نسبة التوتر، سارع كثيرون إلى تبكير مواعيد رحلاتهم. منذ أيام أتلقى سيلا من الاتصالات من زبائن يريدون المغادرة خوفا من أن يعلقوا في لبنان".

وتضيف "إيجاد أماكن على الطائرات صعب جدا بسبب إلغاء رحلات وكثرة خاصة إلى الدول الأوروبية. نجحت في تدبير عدد منهم".

منذ 8 أكتوبر، تتصاعد حدة المناوشات بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية. لكن خلال الأيام الأخيرة، أصبحت الخطابات من إيران وحزب الله تصاعدية إذ هددت بالرد على اغتيال هينة في طهران، وشكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وعلى الطريق المؤدي إلى المطار، الذي يقع في منطقة نفوذ حزب الله، يمكن مشاهدة لوحة ضخمة تعرض صورا لإسماعيل هنية وفؤاد شكر والقيادي الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في عام 2020 في ضربة أميركية ببغداد، مصحوبة بعبارة "إنّا منتقمون".

في العام 2006، قصفت إسرائيل مطار بيروت خلال حرب مدمرة خاضتها مع حزب الله فأغلق لأكثر من شهر بين يوليو وأغسطس.

وأسفر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 546 شخصا على الأقلّ في لبنان، بينهم 352 مقاتلا من حزب الله و115 مدنيا على الأقل، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل 22 عسكرياً و25 مدنياً، بحسب السلطات الإسرائيلية.