خرق جدار الصوت.. حرب من نوع آخر في لبنان

بعد تكراره لمرات عدة خلال الأسبوع الحالي، اعتاد اللبنانيون على خرق حاجز الصوت أو جدار الصوت، حتى أن بعضعهم اتقن الفرق بين وقوع الغارة وخرق جدار الصوت.

وخرق جدار الصوت عبارة عن الضجيج الناتج عن طائرة أو جسم آخر عندما تتجاوز سرعة الصوت، التي عادة ما تتخطى الـ110 ديسيبل، وهي في الواقع تعادل صوت الرعد أو الانفجار، وفقا لناشيونال جيوغرافيك.

وهناك أساليب متعددة تساهم في خرق صدار الصوت، منها الرصاص والسياط، أو من خلال الظواهر الطبيعية مثل الانفجارات البركانية وزخات الشهب والزلازل، لكن في أغلب الأحيان تستخدم الطائرات.

بدوره، أوضح ضابط في مجال الطيران لبلينكس أن تسمية "جدار الصوت" هو خطأ شائع، لأن التسمية العلمية الفعلية هي "كسر حاجز الصوت" الناتج عن تخطي أو خرق الطائرات السريعة في تحليقها لسرعة الصوت.

يمكن للطائرات أن تخرق حاجز الصوت على ارتفاعات عالية، ومنخفضة، ومتوسطة، ويلعب حجم الطائرة دورا أساسيا في حجم الصوت المسموع عند خرق الحاجز، وفقا للضابط.

الهدف الأساسي من خرق حاجز الصوت هو إرسال رسائل نفسية تهدف إلى إثارة الرعب، من خلال إثبات قدرة الطائرات على الوصول إلى الأهداف والقصف والتحليق، بحسب ما أوضح العميد الركن المتقاعد، سعيد القزح. وأكد أن هذا الخرق لا يخدم أي هدف عسكري مباشر.

غالبا ما تُستخدم هذه الأساليب لـ"إثارة الرعب في نفوس المدنيين"، وتعتبر جزءا أساسيا من الحرب النفسية، وفقا لقزح.

رغم أن الطلعات الجوية التخويفية قد تكون ذات نتيجة صفرية، فإنها ليست بلا تكلفة. إذ يتطلب الأمر من إسرائيل إنفاق الأموال على الوقود والصيانة وبدلات الطيارين وتكاليف التشغيل في المطارات.

وتصل تكلفة الطلعة الجوية لطائرة حربية من طراز F-15 إلى نحو 40 ألف دولار لكل ساعة طيران، وفقا لمجلة لوبال ديفنس نيوز. أما الطائرات من طراز F-16، التي تُعرف بكونها متعددة الأدوار كمقاتلة وقاذفة، فتتراوح تكلفة الطلعة بين 8 آلاف و25 ألف دولار لكل ساعة طيران، حسب نوع الطائرة والتكاليف التشغيلية المرتبطة بها.

وفي حالة استخدام الطائرات الأكثر تطورا مثل F-35، التي تُعد مقاتلة وقاذفة في الوقت عينه، قد تصل تكلفة الطلعة الجوية إلى 55 ألف دولار لكل ساعة طيران.

وتبدأ حسابات الكلفة بناء على بعد المطارات العسكرية عن الحدود اللبنانية، حيث أقرب القواعد الجوية هي قاعدة "رامات ديفيد"، التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن أقرب نقطة على الحدود، وتحتوي على 5 أسراب حربية تشكل الجناح الأول لسلاح الجو التابع لإسرائيل، ومن خلالها تُنفذ غالبية الهجمات على لبنان.

كما يمكن لطائرة F-16 الوصول إلى الأراضي اللبنانية الجنوبية خلال دقائق قليلة من إقلاعها.

ووفقا لمجلة "غلوبال ديفنس نيوز"، تقضي الطائرة المقاتلة نحو ساعتين في الجو قبل العودة إلى قاعدتها، مما يعني إنفاق ما لا يقل عن 16 ألف دولار لطائرة F-16، و60 ألف دولار لطائرة F-15.