في إسرائيل أم خارجها.. كيف أثر اغتيال هنية على داخل إيران؟

يخوض الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان معركة ضد الحرس الثوري في محاولة لمنع حرب شاملة مع إسرائيل، لا سيما فيما يتعلق بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو الماضي، بحسب التلغراف.

ففي الوقت الذي يصر فيه كبار قادة الحرس الثوري الإيراني على توجيه ضربة مباشرة إلى تل أبيب وبعض المدن الإسرائيلية، مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، يفضل بزشكيان استهداف قواعد إسرائيلية سرية في الدول المجاورة لبلاده.

ونقلت الصحيفة عن مساعد لبزشكيان قوله إن الحرس الثوري الإيراني يحاول تقويض الرئيس في سعيه إلى انتقام أكثر عدوانية ضد إسرائيل.

وقال مساعد مقرب من الرئيس: "يخشى بزشكيان أن يكون لأي هجوم مباشر على إسرائيل عواقب وخيمة".

واعتبر أن "تدريبات الحرس الثوري الأخيرة على الحدود الغربية ليست سوى لترهيب الرئيس"، مضيفا: "بزشكيان قال إننا كنا محظوظين لعدم خوضنا حربا شاملة مع إسرائيل في المرة الماضية، ويخشى أن يكون لأي هجوم مباشر على إسرائيل عواقب وخيمة".

يمكن أن يُعرف مدى تأثير اغتيال هنية على الداخل الإيراني من خلال من سيتولى حقائب الدفاع والداخلية والاستخبارات ومنصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي مع الحكومة الجديدة بحسب الباحث في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق.

يتولى المنصب الحالي علي أكبر أحمديان، الذي عينه الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.

وتبرز الأسماء التالية لتولي الحقائب في حكومة بزشكيان المرتقبة، إذ حسم ترشيحها بحسب مصادر لوكالة تسنيم الإيرانية كالآتي:

• إسماعيل خطيب زاده لوزارة الاستخبارات.
• عباس عراقتشي لوزارة الخارجية.
• عزيز نصير زاده لوزارة الدفاع.

ويشير فاروق في حديث لبلينكس إلى أن الأصوليين لن يستطيعوا انتقاد الحكومة الحالية (تسيير الأعمال) فيما يتعلق باغتيال إسماعيل هنية، لأن من عيّنها هو الرئيس الراحل المنتمي للتيار نفسه إبراهيم رئيسي.

على الرغم من ذلك، فإن ملف السياسة الخارجية ربما يكون الأكثر تأثرا، فقد يزيد فرص تيار "المقاومة" على حساب ما طرح من "انفتاح"، لكن يظل الإطار العام لسياسة بزشكيان الخارجية هو الحاكم ولكن مع بعض التحفظ.

حذرت الولايات المتحدة إيران من أن حكومتها المنتخبة حديثا واقتصادها قد يتعرضان لضربة مدمرة إذا شنت هجوما كبيرا على إسرائيل، بحسب وول ستريت جورنال.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن رسالة واشنطن كانت واضحة، وتفيد بأن خطر التصعيد الكبير إذا شنت هجوما انتقاميا كبيرا ضد إسرائيل، مرتفع للغاية.

في المقابل، قال نائب قائد الحرس الثوري، علي فدوي، الجمعة، إن طهران ستنفّذ أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسٍ" بإسرائيل، بسبب اغتيال إسماعيل هنية زعيم حركة حماس، بحسب ما نقلت رويترز عن وكالات أنباء إيرانية.

وأشار فدوي إلى أن أوامر خامنئي، "التي تخص إنزال عقاب قاسٍ بإسرائيل ثأرا لإسماعيل هنية، واضحة وصريحة، وستُنفّذ بأفضل صورة ممكنة".