قادة حزب الله يعرقلون الإيجارات في لبنان.. والصرخة تعلو

"أخشى منح منزلي لقادة أو عناصر من حزب الله من دون علمي"، هكذا برر أحمد (اسم مستعار) رفضه استقبال بعض النازحين، خاصة أن إسرائيل تستهدف المنازل والأشخاص لتحقيق أهدافها العسكرية، حسب قوله.

بجانب سكنه في ضواحي بيروت، يمتلك أحمد منزلا صيفيا في إحدى المناطق الجبلية يقوم بتأجيره عادة للسياح. لكن، مع تراجع الموسم السياحي بشكل مفاجئ هذا العام، أصبح المنزل فارغا.

وأضاف أحمد: "تقصف إسرائيل عشوائيا(..) ولا يهمها"، وهو ما يزيد من قلقه. لذلك، فرض أحمد بعض الشروط قبل تأجير منزله لعائلة نازحة، مشددا على أن الأولوية تكون للنساء والأطفال.

أما بتول، التي تسكن خلف المبنى الذي قصف ليلة الثلاثاء، فقد سارعت في تجهيز حقائب أطفالها الـ4، وبدأت بالبحث في مجموعات الفايسبوك والواتساب لإيجاد أي منزل أو حتى غرفة واحدة تأوي عائلتها.

وأوضحت في حديثها مع بلينكس، أن المال ليس المشكلة، ولكن قلة الإيجارات المتوفرة في مختلف المناطق أوصلتها إلى حالة من اليأس، وعبّرت قائلة: "المكتوب سيحصل، يجب أن أصبر فقط".

إلى جانب رفض البعض تأجير منازلهم، رفع آخرون أسعار الإيجار لتصل أحيانا إلى 3 آلاف دولار شهريا، وفقا للوسيط العقاري، محمد خميس، في حديثه مع بلينكس.

وأوضح خميس أن حركة النزوح من الضاحية الجنوبية ليست كبيرة حتى الآن، حيث يلجأ معظم السكان إلى استئجار المنازل كاحتياطي في حال حدوث نزاع شامل.

خلال بحثه عن شقق فارغة، لاحظ خميس أن بعض الأشخاص يستغلون الأوضاع الأمنية لزيادة الأرباح، حيث عثر على شقق مساحتها 100 متر مربع معروضة للإيجار بنحو 3 آلاف دولار شهريا، في حين أن أسعار الإيجارات في بيروت تتراوح بين 800 و1500 دولار، بينما لا يتجاوز سعر السوق 700 دولار شهريا.

وأشارت وسيطة عقارية أخرى إلى أن بعض الأشخاص يطلبون سلفة ثلاثة أشهر، مما يعد دليلا على "استغلال البعض للأزمات".

برزت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بعدم تأجير المنازل لمؤيدي حزب الله، تخوفا من حملة النزوح إلى مناطق مختلفة من لبنان،

في المقابل، علت الأصوات المناهضة لهذه الحملة، مؤكدة أنه يجب استقبال النازحين لأنهم يخشون من توسع رقعة الحرب وخسارة ذويهم.

وبلغ عدد النازحين من جنوب لبنان منذ بدء المناوشات بين حزب الله وإسرائيل، في الـ8 من أكتوبر، نحو 100 ألف نازح، وفقا لموقع المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.