بمنطقة "غير مهمة".. أوكرانيا تقلب حرب روسيا

مع تقدم الجيش الأوكراني يوما تلو الآخر، أعلن قائده أولكسندر سيرسكي، الخميس، خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، السيطرة على 1150 كيلومترا و85 بلدة بمنطقة كورسك، بزيادة 8 بلدات عن الثلاثاء.

زيلينسكي بدوره، أكد أن قواته سيطرت بالكامل على مدينة سودجا الروسية، الواقعة على مسافة 10 كيلومترات تقريبا، من الحدود، والبالغ عدد سكانها 5 آلاف و500 نسمة، في أكبر تقدم للقوات الأوكرانية منذ بدء هجومها.

وفي مؤشر إلى نية أوكرانيا في ترسيخ وجودها، أعلن سيرسكي تشكيل إدارة عسكرية في كورسك، تتولى شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، وتشرف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية.

ولمواجهة الهجوم المباغت الذي شنه الأوكران، أعلن الجيش الروسي حشد تعزيزات، مؤكدا، الخميس، استعادة السيطرة على قرية كروبيتس في كورسك.

وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، أشار إلى "تخصيص قوات ووسائل إضافية" لمنطقة بيلغورود المجاورة لكورسك، إذ يخيم وضع "متوتر للغاية" بحسب حاكم المنطقة، فياتشيسلاف غلادكوف.

شكل التوغل في كورسك مفاجأة كبيرة للجيش الروسي الذي كان يدرك حجم العدد والعتاد للقوات الأوكرانية، لكنه فوجئ بقوة أشد فتكا عبرت الحدود وسيطرت على أكثر من 1000 كيلومتر في العمق الروسي.

وسائل إعلام بريطانية رجحت أن يكون التفوق الأوكراني بسبب استخدام دبابات "تشالنجر 2" الثقيلة التي زودته بها المملكة المتحدة خلال هجومه في روسيا.

ولم تحدد شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، التي أعلنت الخبر، عدد الآليات التي تستخدمها القوات الأوكرانية في الهجوم على كورسك.

بريطانيا كانت من أوائل الداعمين لأوكرانيا وأول دولة سلمتها دبابات، إذ وعدت بإمدادها بـ14 دبابة من طراز "تشالنجر 2" منذ يناير 2023.

دول غربية تدعم أوكرانيا، أكدت في وقت سابق أنها لن تسمح للرئيس الروسي بالفوز في الحرب، وأكدت أيضا في عدة مناسبات أنها لا تعلم شيئا عن الخطط الأوكرانية لاجتياح كورسك، فيما يقول المسؤولون الروس إنهم لا يصدقون مثل هذه التصريحات.

بوتين نفسه خرج، الإثنين، ليقول إن أوكرانيا "بمساعدة أسيادها الغربيين"، تهدف إلى تحسين موقفها التفاوضي قبل محادثات السلام المحتملة.

بعد هذا التصريح، نشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات قالت إنها تظهر مسيرة روسية، تدمر مدرعة أميركية الصنع من طراز "سترايكر"، في منطقة كورسك، كان يستخدمها الجيش الأوكراني.

ولطالما حذر المسؤولون الروس من أنه إذا تم استخدام أسلحة غربية على الأراضي الروسية، فإن موسكو ستعتبر ذلك تصعيدا خطيرا.

مساعد الرئيس الروسي، نيكولاي باتروشيف، خرج بتصريح مثير، أكد فيه أن التحالف العسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة والغرب، متورط بشكل مباشر في التخطيط لهجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية.

باتروشيف استرجع، في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا"، تصريحات مسؤولين أميركيين، أكدوا فيها أن بلادهم لم تشارك في الهجوم على كورسك، ليؤكد باتروشيف أنه تم التخطيط بمشاركة حلف شمال الأطلسي وأجهزة المخابرات الغربية، دون أن يوضح أسماء دول بعينها.