المستوطنون بالعنف وسموتريتش بالسياسة.. هكذا يتغير DNA الضفة

إذا نظرت لخريطة قلقيلية ستجد قرية جيت محاطة بالمستوطنات من 3 جهات. البؤرة الاستيطانية الصغيرة متسبيه يشايفي موجودة غرب البلدة، كادوميم وهي من أكبر مستوطنات الضفة تحيط بالقرية من الغرب والجنوب، بينما تتربع على جبل عال مطل على القرية مستوطنة غيفعات راشي.

لا معلومات واضحة عن المستوطنين الذين هاجموا القرية، في أي مستوطنة يعيشون، لكن المعلوم أنهم يريدون توسيع أراضيهم لابتلاع القرية، بحسب وكالة وفا، وأثناء محاولتهم قتلوا الشاب رشيد محمود سدة (23 عاما) وأصابوا شابا آخرا، وأحرقوا مزارع في القرية.

أكثر من هجوم سابق نفذه مستوطنون في مضارب البدو في الخليل، وفي بلدة حوارة في نابلس، وفي بلدة ترمسعيا في رام الله ولم ترد إدانات إسرائيلية لهجومهم، لكن قصة جيت حصدت إدانات كثيرة من جهات مختلفة و"غير متوقعة"، حسبما قالت صحيفة نيويورك تايمز.

• الخارجية الفلسطينية اعتبرت الذين نفذوا الهجوم "مستعمرين إرهابيين" بحسب بيانها الذي نقلته وفا.

• الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ وصف الهجوم بأنه "مذبحة مدبرة"، وكتب على منصة إكس "أدين بشدة مذبحة الليلة".

• مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصدر بيانا جاء فيه أنه "يأخذ على محمل الجد أعمال الشغب التي وقعت في قرية جيت"، مؤكدا أنه "سيتم توقيف المسؤولين عن أي عمل إجرامي ومحاكمتهم".

• وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال عن الحادثة: "مثيرو الشغب الليلة في جيت لا علاقة لهم بالاستيطان والمستوطنين، ويجب أن تتعامل معهم السلطات بكل صرامة".

• المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قال في بيان إن "الهجمات من جانب مستوطنين عنيفين ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية غير مقبولة ويجب أن تتوقف".

منذ سنوات يدعو وزير المالية اليميني المتطرف سموتريتش لضم الضفة الغربية بشكل كامل. ومنذ وصوله إلى السلطة في أواخر عام 2022، استخدم نفوذه السياسي لإعادة تشكيل الوضع في الضفة الغربية باتجاه ضمها تدريجيا حسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال. ترى الصحيفة أن سموتريتش يسعى لتقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.

سموتريتش، نفسه، رأى في هجوم جيت فعلا يستوجب العقاب ومن فعلوه لا يمثلون المستوطنين، رغم أنه أمر بإنشاء حدود بلدية جديدة لبناء مستوطنة يهودية تدعى "نحال هيليتز"، والتي تقع داخل منطقة مصنفة من قبل اليونسكو كموقع فلسطيني للتراث العالمي منذ عام 2014.

هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى فصل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية عن القدس الشرقية، مما يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة.

في يونيو 2024، وافقت الحكومة الإسرائيلية على بناء خمس مستوطنات جديدة في الضفة الغربية بناء على طلب سموتريتش.

في 2024 وحدها، سيطرت إسرائيل على 24 ألفا و200 دونما جديدا من أراضي الضفة الغربية وهو رقم لم يُسجل منذ ثلاثة عقود. هذه الأراضي تستخدم كقاعدة لتوسيع المستوطنات الموجودة أو إنشاء بؤرا استيطانية جديدة.

خصصت الحكومة الإسرائيلية ميزانية قدرها 960 مليون دولار لتحسين البنية التحتية للطرق التي يستخدمها المستوطنون في الضفة الغربية.

في خلفية هذه التغييرات، ترى وول ستريت جورنال أن سموتريتش يهدف إلى تغيير "الحمض النووي للنظام"، بحسب ما ذكر في تسجيل مسرب في يونيو 2024، وذلك لضمان السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية لسنوات قادمة.