عملية "المخيمات الصيفية".. إسرائيل تنقل سياسات غزة إلى الضفة

أعلن الجيش الإسرائيلي حملة يزعم أنها تهدف لـ"إحباط الإرهاب" في جنين وطولكرم، بحسب ما أعلن المتحدث أفيخاي أدرعي.

وتعد هذه العملية هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002 والتي استمرت شهرين، وشارك فيها حوالي 30 ألف جندي بعد سلسلة عمليات نفذتها الفصائل المسلحة الفلسطينية داخل إسرائيل.

فيما يخص الهدف النهائي للعملية، فإن شبح عودة الحكم الإسرائيلي للضفة الغربية يلوح في الأفق بحسب ما يقول المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات مدير مركز يبوس للدراسات لوكالة الأناضول.

ويعتبر بشارات أن العملية العسكرية في شمال الضفة هي "انعكاس للقرار الذي صوت عليه الكنيست الإسرائيلي بالأغلبية قبل أشهر، والقاضي بعدم الاعتراف أو منح الفلسطينيين دولة مستقلة".

لمنع الفلسطينيين من الوصول للمستشفيات في الضفة الغربية، كان الحصار والسواتر الترابية وتجريف الطرق هي الأساليب التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، في عمليته العسكرية الجديدة.

قطعت قوات الجيش جميع الطرق المؤدية على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا.

وزارة الصحة الفلسطينية حذرت من تداعيات هذا الأمر الذي يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

من جانبه، يقول محافظ جنين كمال أبو الرُب، إن الجيش الإسرائيلي يحاصر المدينة من كافة الجهات، ويمنع الدخول إليها والخروج منها، وأن إسرائيل أبلغت نيتها اقتحام مستشفى جنين الحكومي في أي لحظة، واصفا أن ما يجري في المدينة "حرب بمعنى الكلمة".

وفي طولكرم، شرعت آليات عسكرية إسرائيلية في تجريف الشوارع الرئيسية، وفرضت حصارا على المستشفيات، ونصبت قناصتها على أسطح العمارات، وفق شهود عيان.

الحال ذاته كان في مخيم الفارعة للاجئين، حيث فرض الجيش الإسرائيلي حصارا على مداخله، وسط تحليق مكثف للمسيرات في سماء المخيم، حسب الشهود.

الأمر يتشابه مع ما تفعله إسرائيل في غزة منذ أكثر من 10 شهور، فخلال الحرب الدائرة، خرجت 32 مستشفى داخل القطاع عن الخدمة، أبرزها مجمع الشفاء الطبي، الأكبر في فلسطين، إذ يشمل هذا المجمع 3 مستشفيات، ويضم نحو 740 سريرا.

واستهدفت إسرائيل نحو 159 منشأة صحية، مما يزيد من تعقيد تقديم الخدمات الطبية الأساسية، كما تعرضت 126 سيارة إسعاف للاستهداف في مدينة غزة، بحسب فرانس برس.

أخطرت إسرائيل في مخيم نور شمس، بمغادرته خلال أربع ساعات، بحسب ما أفاد مصدر لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إذ أقام نقطة عسكرية لتفتيشهم، قبل المغادرة.

قبل هذا الخبر بساعات، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن على حكومة بلاده التعامل مع الضفة الغربية مثل غزة، بما في ذلك "الإخلاء المؤقت للسكان" واتخاذ أي خطوات أخرى مطلوبة.

وزعم كاتس في منشور له على إكس، الأربعاء، أن "الجيش الإسرائيلي يعمل على إحباط البنى التحتية الإرهابية الإيرانية في جنين وطولكرم"، متهما طهران بالعمل على إنشاء جبهة شرقية في الضفة الغربية على غرار غزة ولبنان.

أما في غزة، فأصدرت إسرائيل في شهر أغسطس 2024 وحده، 16 أمرا بالإخلاء، فيما لم يتبق سوى 11% من أراضي القطاع لا يخضع لأوامر الإخلاء بحسب يانس ليركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة، في 27 أغسطس 2024، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الإمارات وام.