"غزة 2 في جنين".. قصف واغتيالات في ثالث أيام "عملية الضفة"

جنين هي مدينة صغيرة تقع في أقصى شمال الضفة الغربية، وتضم مخيما مكتظا باللاجئين يحمل الاسم نفسه ويبلغ عدد سكانه نحو 14 ألفا من أحفاد فلسطينيين هُجّروا في العام 1948، وتنحدر عائلاتهم من مناطق تشمل حيفا والناصرة.

ويعاني معظم هؤلاء السكان من الفقر والبطالة، وتقول الأونروا إن مخيم جنين يعاني من أعلى معدلات البطالة والفقر بين 19 مخيما للاجئين بالضفة الغربية.

ويشكل جيل جديد من الفلسطينيين، انسلخوا عن القيادة الفلسطينية القائمة ونشأوا في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الجماعات المسلحة في الضفة الغربية مثل كتيبة جنين التي تضم مسلحين من حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، بحسب وكالة رويترز.

وخرج من جنين الكثير من المسلحين الذين قادوا الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الفترة من عام 2000 إلى 2005.

ولسحقها، نفذت القوات الإسرائيلية المزودة بمدرعات مداهمات مدمرة في المدينة التي لا يملك المسلحون بها، سوى مجموعة من الأسلحة الخفيفة وترسانة من المتفجرات.

ودأب الجيش الإسرائيلي على اتهام الجماعات المسلحة بدس المسلحين داخل مناطق مكتظة بالسكان، مثل مخيمات اللاجئين التي يعود تاريخها إلى عام 1948. ويعيش الكثير من المسلحين في مخيم جنين، غالبا مع عائلاتهم.

وكانت جنين خلال فترة الإدارة البريطانية معقلاً للتمرد، للدرجة التي دفعت الجيش البريطاني لـ"نسف ربع المدينة عام 1938 بعد مقتل أحد الضباط"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وفي أعقاب حرب عام 1948، أصبحت جنين تُعرف بأنها المدينة التي لم تستسلم أبدًا، بعد أن صد المقاتلون الفلسطينيون محاولة إسرائيلية للاستيلاء عليها.

جرت العادة على أن تكون جنين معقلا لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، 88 عاما، وهي حركة منافسة لحماس.

لكن البساط انسحب من تحت أقدام فتح لصالح حماس والجهاد الإسلامي، إلا أنها لا تزال بحكم الواقع تحت مظلة السلطة الفلسطينية.

وتزيد قوة حماس والجهاد الإسلامي أيضا بسبب ما يقول منتقدون إنه ضعف للسلطة الفلسطينية، بعد انهيار المفاوضات التي كان يخوضها حول إعلان دولة فلسطينية مع إسرائيل في عام 2014، في ظل غياب أي فرصة في الأفق لإحياء المفاوضات.

وتقول إسرائيل إن مخيم جنين للاجئين هو مركز للتخطيط والإعداد للهجمات المسلحة، وكذلك ملاذ آمن للمقاتلين الذين تمولهم حماس أو الجهاد.

كانت جنين مسرحا لبعض أسوأ أعمال العنف خلال الانتفاضة الثانية، التي بدأت بعد فشل محادثات السلام برعاية أميركية في العام 2000، وتحولت إلى ساحة صراع مسلح بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية المسلحة.

وفي أبريل 2002، شنت إسرائيل هجوما كبيرا على مخيم جنين للاجئين في إطار عملية أوسع في الضفة الغربية، قالت إنها تهدف إلى وقف هجمات المسلحين.

وقالت الأمم المتحدة في تقرير صدر في أغسطس 2002، إن 52 فلسطينيا قُتلوا في جنين، نصفهم من المدنيين، فيما قتل 23 جنديا إسرائيليا في المعارك.

ورفض التقرير تصريحات المسؤول الفلسطيني الراحل صائب عريقات بأن 500 شخص قُتلوا في جنين، وحمل التقرير جميع المقاتلين مسؤولية تعريض المدنيين للخطر.

ورصد التقرير انتهاكات إسرائيلية أكثر من الفلسطينية، وخاصة رفض إسرائيل السماح للعاملين في المجال الإنساني بدخول المخيم، لكنه قال أيضا إن مقاتلين فلسطينيين كانوا يختبؤون في منازل مدنيين.