هل تنجح هدنة "شلل الأطفال" بغزة؟

يجلس أطفال فلسطينيون في شارع غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح، في وسط قطاع غزة، في 23 يوليو 2024، حيث اكتشف فيروس شلل الأطفال في عينات متعددة من مياه الصرف الصحي في غزة، ويشتبه خبراء الأمراض المعدية في وجود حالات خفيفة من المرض بالفعل بين السكان.

لمدة عام تقريبا، لم يتمكن الأطفال من الحصول على اللقاحات نتيجة لإغلاق المستشفيات أو تدميرها في غزة، في وقت اعتمد الفلسطينيون على المياه الملوثة بعد قصف إسرائيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي وتحلية المياه.

أول حالة شلل أطفال في القطاع منذ ربع قرن ظهرت في وقت سابق من هذا الشهر لدى طفل يبلغ من العمر 10 أشهر، إذ أصيب بشلل في إحدى ساقيه، وجاء ذلك بعد وقت قصير من اكتشاف شلل الأطفال في ٦ من أصل ٧ عينات روتينية لمياه الصرف الصحي في غزة، بحسب موقع إن بي آر الأميركي.

شلل الأطفال مرض ليس له علاج، ولكن التطعيم يمنع المرض الذي يصيب في المقام الأول الأطفال دون سن الـ5، مع العلم أن أي شخص غير ملقح يمكن أن يصاب بالفيروس.

وتؤدي واحدة من كل 200 إصابة بشلل الأطفال إلى شلل دائم، ومن بين هذه الحالات، يموت ما يصل إلى 10٪ عندما تصبح عضلات التنفس مشلولة، وفق منظمة الصحة العالمية.

أحد أبرز التحديات الرئيسية التي يواجها المختصون هو أن اللقاح يحتاج إلى التبريد وغزة ليس لديها كهرباء، فقط مولدات تعمل بالوقود الغير متوفر بكثرة في القطاع.

التحدي الآخر هو أن معظم السكان في غزة نازحون، لذلك سيكون من الصعب على أهالي القطاع الوصول إلى العيادات التي تديرها الأمم المتحدة، بحسب الموقع الأميركي.

مجموعات الإغاثة المسؤولة عن طرح اللقاح تقول إن التحدي الأكثر صعوبة أمامها هو وقف الغارات الإسرائيلية الجوية من أجل الوصول إلى جميع الأطفال في غزة، إذ حذرت الأمم المتحدة من أنه من دون فترات التوقف، لن يكون من الممكن توزيع اللقاح.

وفقا للأمم المتحدة، كان من المقرر أن تبدأ حملة التطعيم المكونة من جولتين، الأحد، في وسط غزة، لكن وزارة الصحة في غزة قالت إنها بدأت بالفعل، السبت، البرنامج الذي سيستمر لمدة ٣ أيام ثم ينتقل إلى المناطق الجنوبية والشمالية من غزة، خلال ذلك الوقت، وافقت إسرائيل على وقف غارات لمدة 8 ساعات يوميا في مناطق محددة.

أكثر من 2180 عاملا في مجال الصحة والتواصل المجتمعي سيعملون في حملة التطعيم، وأكثر من 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي وصلت بالفعل إلى غزة، و400 ألف جرعة إضافية في الطريق، وسيتم تسليم اللقاحات إلى 392 موقعا، في حين سيسافر نحو 300 فريق متنقل إلى الناس، بحسب تقرير الأمم المتحدة.

ولكي تنجح الحملة، تقول منظمة الصحة العالمية أنه يجب تطعيم ما لا يقل عن 90٪ من الأطفال دون سن 10 سنوات في إطار زمني قصير.

مدير التخطيط في منظمة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، سام رزو،أكد، بدوره، الخميس، أن خطة التلقيح ستشمل أيضا 1000 موظف من الأونروا لضمان سلامتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع.