مواجهة حزب الله وإقالة غالانت.. كيف يشعل نتنياهو إسرائيل؟

مع اقتراب الحرب في غزة على استكمال عامها الأول، قررت الحكومة الأمنية المصغّرة لإسرائيل توسيع أهداف حربها لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بعدما نزحوا عنها بسبب القصف المتبادل عبر الحدود منذ 11 شهرا مع حزب الله، ما يعني حربا في جنوب لبنان.

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ذكر في بيان صدر في ختام اجتماع لحكومة الحرب أنّ "مجلس الوزراء السياسي والأمني حدّث هذا المساء أهداف الحرب بحيث باتت تشمل الفصل الآتي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".

هذا الهدف قد يتطلب إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان بحسب رؤية قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين، الذي يعتقد، بحسب إسرائيل هيوم، أن الظروف الحالية تناسب إضافة هذا الهدف لسببين:

1. قوات النخبة التابعة لحزب الله، والتي تمركزت سابقا بالقرب من السياج الحدودي، إما قُتلت أو انسحبت إلي مواقع أخرى في لبنان.
2. انخفاض أعداد المقيمين في جنوب لبنان، بسبب حركة نزوح السكان الكثيفة بسبب تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل.

أما أهداف خلق منطقة عازلة فتتلخص في الآتي، بحسب غوردين:

1. تحييد التهديد ودفع قوات حزب الله إلى الوراء.
2. حماية سكان شمال إسرائيل.
3. خلق نفوذ للتفاوض على تسوية دائمة.

تحت ضغوط الشركاء من أحزاب أقصى اليمين، يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت الذي تتزايد الخلافات معه يوما بعد يوم، بحسب تقارير صحفية إسرائيلية.

يأتي ذلك، في وقت تقترب فيه المفاوضات بين نتنياهو ورئيس حزب اليمين الوطني جدعون ساعر من تشكل ملامحها ليحل محل غالانت بحسب ما كشفت القناة ١٢ الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن الإعلان عن ذلك قد يكون بحلول ليل الثلاثاء ١٧ سبتمبر.

المعارضة الإسرائيلية اعتبرت الأمر بمثابة "كارثة" بحسب تعبير زعيمها ورئيس حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، فيما اعتبر مسؤول أميركي، في تصريح لأكسيوس أن هذا القرار سيكون بمثابة "جنون" في خضم الحرب، واحتمالية فتح جبهة جديدة في لبنان.

الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس انتقد خطوات نتنياهو قائلا إنه يعرض أمن إسرائيل للخطر خلال فترة الحرب، بحسب إسرائيل هيوم.

يشرح غانتس سبب معارضته للخطوة المنتظرة بالقول: "أضافوا إعادة سكان الشمال إلى أهداف الحرب، أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا، لكن تغيير وزير الدفاع قبل بدء حملة مكثفة في الشمال قد تتحول إلى حرب إقليمية، هو فوضى أمنية".

يأتي ذلك، في الوقت الذي نفى فيه نتنياهو أنه أجرى مفاوضات مع جدعون ساعر، رغم أنه لم يشِر إلى خططه بشأن غالانت، ونفى ساعر أنه تفاوض مع بعض أعضاء الائتلاف.

حذر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية من "خطوات متهورة تخطط لها الحكومة الإسرائيلية في الشمال" ما يعني مواجهة مع حزب الله واحتمالية شن عملية برية ، بحسب ما أشارت يديعوت أحرونوت.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله إن هذه الخطوات تحمل خطرا ملموسا قد يحول الاشتباكات الحالية إلى حرب شاملة في المنطقة بأسرها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها لا تضمن عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

يقول المسؤولون للصحيفة أن الخطوات التي ستتخذها إسرائيل ستشمل تصعيدا كبيرا وموجها، بما في ذلك عملية برية في جنوب لبنان.

في دات السياق، يحذر مسؤولون أميركيون من هذه الخطوة أيضا. المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، عبّر عن اعتقاده بأن التجمعات السكانية الإسرائيلية في الشمال لن تُصبح أكثر أمنا بعد التصعيد مع حزب الله، ما يعني اندلاع صراع أوسع نطاقا، حسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مصادر مقربة من هوكشتاين تعتقد أن هجمات حزب الله تعرقل إمكانية الوصول لحل دبلوماسي، وأن العمل العسكري أصبح السبيل الوحيد لعودة السكان إلى ديارهم.