هل اشترى حزب الله "البيجر المتفجر" من شركة وهمية؟

في حديثه أمام وسائل الإعلام في تايوان، قال شو تشينغ كوانغ مؤسس شركة غولد أبوللو التي ظهر شعارها على الأجهزة المنفجرة في يد أعضاء حزب الله، إن الأمر يرتبط بالموزع وأنه لا ينتج أجهزة من طراز AR-924.

الواقع، أن الشركة المجرية تأسست عام ٢٠٢٢، وأنها تعمل في خدمات بعيدة تماما عن مجالات التصنيع وإدارة الموارد الطبيعية، والشؤون الدولية، والتنمية، وتطوير الأعمال، وتخطيط الشراكة، والتخطيط الاستراتيجي، وأن موقعها الإلكتروني أغلق عقب إعلان غولد أبوللو.

في حديثه لوسائل الإعلام كشف رئيس الشركة التايوانية أنه بدأ علاقة تعاون إقليمية قبل ٣ سنوات مع نظيرته الشركة المجرية، عبر الوسيط الذي يدعى توم، وأن الاتفاق بين الشركتين يسمح لوكيلها الأوروبي بيع المنتجات في مجالات محددة.

ما حدث لاحقا، هو أن ممثل الوكيل، توم الذي قال عن نفسه إنه مواطن نمساوي، أبدى قبل نحو عامين اهتماما بتصنيع هذه الأجهزة، وأن سيوظف مجموعة من المهندسين لإنتاج "بيجر" تحت اسم شركة غولد أبوللو، مقابل تعويض مالي تحصل عليه الشركة التايوانية الأم.

وأشار رئيس الشركة إلى أنه اتصل بمقر الوكيل الغامض وكان غاضبا ليقول لهم "لقد دمرتموني"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة ليبرتي تايمز التايوانية، وتلفزيون فورموزا.

تأسست شركة "بي إيه سي" في العام 2022 وهي مسجلّة في بودابست في مقر سكني من طابقين يقع على مشارف العاصمة المجرية، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

الشركة الغامضة، ترأسها سيدة تدعى كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو، وتُظهر صفحتها على موقع لينكدإن للتوظيف أنها مستشارة استراتيجية ومطورة أعمال، وأنها شغلت سابقا عضوية مجلس إدارة مؤسسة تدعى Earth Child Institute، وهو ما ثبت أنه ليس صحيحا إذ لا يشير المعهد عبر موقعه الرسمي إلى هذا الأمر، حسب ما كشفت وكالة أسوشيتد برس، قبل أن يتضح في النهاية أن كريستيانا هي الموظفة الوحيدة في الشركة.

رغم ذلك، فإن السجلات تشير إلى فارق شاسع بين رأس المال والأرباح، فالشركة مسجلة في مايو 2022 برأس مال يبلغ 7840 يورو فيما حققت إيرادات بلغت 725 ألفا و768 دولارا في عام 2022، و593 ألفا و972 دولارا في عام 2023.

تكهنت مصادر دبلوماسية وأمنية بأن سبب التفجيرات ربما يكون انفجار بطاريات الأجهزة نتيجة ارتفاع محتمل في درجة حرارتها، لكن آخرين قالوا إن إسرائيل ربما تكون قد اخترقت سلسلة توريد الأجهزة لحزب الله.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر من بينها مسؤولون أميركيون القول إن إسرائيل زرعت مواد متفجرة ضمن دفعة جديدة من الأجهزة قبل تصديرها إلى لبنان، وهو ما يطرح التساؤل حول مكان وضع هذه المتفجرات.

ووفقا لكتاب "رايز اند كيل فيرست" الصادر عام 2018، فقد سبق أن زرعت المخابرات الإسرائيلية متفجرات في هواتف شخصيات تستهدفها بعمليات اغتيال.

في هذا الصدد، يشير كل من المحلّل العسكري والأمني إيليا مانييه، وإميلي هاردينغ، نائبة مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن إسرائيل ربما اخترقت هذه الأجهزة من خلال سلسلة التوريد الخاصة بأجهزة البيجر.

ويشير مانييه لفرانس برس إلى أنه "لكي تتمكّن إسرائيل من إخفاء محفّز متفجّر في الشحنة الجديدة من أجهزة النداء، فمن المرجّح أنها احتاجت للوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة".

ورجّح المحلّل أن تكون "الاستخبارات الإسرائيلية قد تسلّلت إلى عملية الإنتاج، وأضافت إلى أجهزة النداء مكوّنا متفجّرا وآلية تشغيل عن بُعد، من دون إثارة الشكوك".

وأضاف أنّ هذا الأمر يطرح احتمال أن يكون الطرف الثالث الذي باع هذه الأجهزة هو "واجهة استخباراتية" أنشأتها إسرائيل لهذا الغرض.

فيما ترى هاردينغ في حديثها لواشنطن بوست أن احتمالية تسلل إسرائيل إلى سلسلة الإمدادات التي يستخدمها حزب الله لأجهزة الإرسال واردة، وأنها وجدت وسيلة لتعديلها بشكل فعلي.