عملية "البيجر" المعقدة.. أسرار "التفخيخ والتفجير"

يشير كل من المحلّل العسكري والأمني إيليا مانييه، نائب مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وإميلي هاردينغ نائبة مدير برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن إسرائيل ربما اخترقت هذه الأجهزة من خلال سلسلة التوريد الخاصة بالبيجر.

ويشير مانييه لفرانس برس "لكي تتمكّن إسرائيل من إخفاء محفّز متفجّر في الشحنة الجديدة من أجهزة النداء، فمن المرجّح أنها احتاجت للوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة".

ورجّح المحلّل أن تكون "الاستخبارات الإسرائيلية قد تسلّلت إلى عملية الإنتاج، وأضافت إلى أجهزة النداء مكوّنا متفجّرا وآلية تشغيل عن بُعد، دون إثارة الشكوك".

وأضاف أنّ هذا الأمر يطرح احتمال أن يكون الطرف الثالث الذي باع هذه الأجهزة هو "واجهة استخباراتية" أنشأتها إسرائيل لهذا الغرض.

فيما ترى هاردينغ في حديثها لواشنطن بوست أن احتمالية تسلل إسرائيل إلى سلسلة الإمدادات التي يستخدمها حزب الله لأجهزة الإرسال واردة، وأنها وجدت وسيلة لتعديلها بشكل فعلي.

وعلى الرغم من أن الهجوم السيبراني ممكن، إلا أنها ذكرت أنه غير مرجح بالنظر إلى الطبيعة "المنخفضة التقنية للغاية" لأجهزة الإرسال، التي يستخدمها أعضاء حزب الله جزئيا لتجنب المراقبة الرقمية.

وقالت إن أجهزة الإرسال لا تستطيع التقاط الصوت ولا تحتوي على كاميرات، مما يجعلها أقل خطراً من الهواتف المحمولة عندما يتعلق الأمر بمراقبة التحركات والاجتماعات.

حلّلت منظّمة "سمكس" المعنيّة بالحقوق الرقميّة، تفاصيل انفجار أجهزة البيجر التي يستخدمها عناصر حزب الله والعاملون في مؤسساته اليوم، وحدّدت 3 نظريات مُحتملة، من وجهة نظر سيبرانية وتقنية.

• النظرية الأولى: عبوات فُجّرت عن بُعد

تقول المنظمة إنه من المحتمل أن تكون هذه الأجهزة جزءاً من شحنة جرى استلامها وتشغيلها بعد أن تمّ العبث بها خلال عملية الشحن، فزُرعت فيها عبوات متفجّرة صغيرة، ليتمّ تفجيرها عن بُعد أو بواسطة جهاز توقيت.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، ورجحت الصحيفة أنّ إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة قبل وصولها إلى لبنان من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات بداخل كلّ منها.

• النظرية الثانية: تفجير البطاريات

ترجح النظرية الثانية أن هذه الأجهزة لم تتعرّض لأيّ تعديل، لكن الاستخبارات الإسرائيليّة كانت على دراية بطبيعة هذه الأجهزة، فطوّرت ثغرة يمكن استغلالها فيها، وهذه الثغرة قد تسبّبت برفع حرارة الأجهزة، ممّا أدّى إلى انفجار بطارياتها.

• النظرية الثالثة: تفجير عبر موجات الراديو

ترجح النظرية الثالثة أن أن يكون قد جرى التلاعب بأجهزة النداء التي انفجرت، خلال عملية الشحن، supply chain attack، ليتمّ تفعيلها لاحقاً عن طريق موجات راديو تُطلق من محطة أرضية أو جهاز استخباراتيّ لتفجير الأجهزة.

قالت صحيفة واشنطن بوست، إن عددا من قدامى المحاربين العاملين في الوحدة الاستخباراتية الإسرائيلية ٨٢٠٠ يعملون في شركات الأمن السيبراني البارزة أو يؤسسون شركاتهم الناشئة الخاصة.

وأن إسرائيل استخدمت بيانات الهاتف المحمول لمراقبة حركة الناس في غزة أثناء الحرب.

وبحسب الصحيفة فإن لإسرائيل تاريخ طويل في هذا النوع من العمليات أبرزها:

• اغتيال يحيى عياش عام ١٩٩٦ حينما رد على هاتف محمول.

• طورت إسرائيل وأميركا سلاحًا إلكترونيًا يُعرف باسم ستوكسنت بهدف إبطاء برنامج الأسلحة النووية الإيراني، وأصاب أجهزة التحكم الصناعي عالميا عام ٢٠١٢.