بعد "البيجرز".. هل يمكن أن يتحول الهاتف لقنبلة؟

يشير الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات، رولاند أبي نجم، في تصريحات لبلينكس، إلى أن ما حدث في لبنان كان نتيجة تلاعب بالهاتف وزرع متفجرات بداخله، مستهدفا حزب الله الذي يحصل على أجهزته بصورة غير شرعية.

ويشير أبي نجم إلى أن أي جهاز يرتبط بالإنترنت غير آمن بصورة أو أخرى ويمكن اختراقه سيبرانيا، ولذلك اعتمد حزب الله على أجهزة قديمة، مرجحا أن الاختراق تم عبر سلاسل الإمداد.

وبوجه عام، فإن احتمالية اختراق الأجهزة وتفجيرها، لتكون حادث أمن سيبراني، منخفضة للغاية، بحسب ما يرى العميل الخاص السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، آدم ماري، في حديثه لموقع Tech informed.

ويشير ماري إلى أن "هناك سيناريوهات يمكن أن ينفجر فيها جهاز اتصال، لكن النطاق الخاص بهذا الهجوم مستحيل تنفيذه بهذا الشكل"، مرجّحا، مثل كثير من الخبراء، العبث بالأجهزة قبل تسليمها، ما يجعلها مشكلة في سلسلة التوريد.

الأمر ذاته يدعمه عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "FBI" السابق، ميغيل كلارك، الذي يرجّح سيناريو سلاسل التوريد، لا سيما أن العقوبات المفروضة على الحزب وإيران تفرض مخاطر في سلسلة التوريد لطرف ثالث، أي وكيل، ما يجعل المستخدم الأخير أقل سيطرة، بحسب كلارك.

تشير حديس كاريمي بور، رئيسة أبحاث كندا في الأنظمة السيبرانية الفيزيائية الآمنة والمرنة في جامعة كالغاري، في حديث لسي بي سي الكندية، إلى أن تفجير الأجهزة عن بعد ممكن، لكنه غير محتمل بالنسبة لأجهزة الهاتف المحمول.

وذلك للأسباب التالية:

• سلاسل التوريد أكثر أمانا

بالنسبة للهواتف، فالناس يثقون بعدم التلاعب بهواتفهم الذكية، بحسب ريتشارد فورنو، المدير المساعد لمركز الأمن السيبراني في جامعة ماريلاند، في بالتيمور، لكن في الوقت نفسه، يحذّر من شراء هاتف من موقع إلكتروني مشبوه، فسيكون غير معروف مصدر المواد التي يحصل عليها.

ويتابع "بالنسبة للشخص العادي، فإن هاتفه الآيفون أو هاتف بيكسل، لديه ثقة في سلسلة التوريد التي تشرف عليها غوغل وآبل".

• العلامات التجارية الكبرى أكثر أمانا

فتفخيخ هاتف ذكي لا يمكن أن يحدث خلال عملية تصنيع، إذ إن هذا الأمر يتطلب الوصول إلى الهواتف في سلسلة التصنيع، وهو أمر صعب جدا بالنسبة للعلامات التجارية الكبرى.

• تفخيخ الهواتف أمر صعب

تكنولوجيا البيجر قديمة، وإمكانية إضافة شيء يدويا ممكنة، لكن في حالة الهاتف، حتى إن تمكن القراصنة من السيطرة عليه، فسيُمكنهم إرسال صور ورسائل غير مرغوب فيها من هاتفك أو مسحه بالكامل، لكن تفجيره يجب أن يتم بتعديل جسدي، بحسب جوزيب خورنيت، أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة نورث إيسترن.

وحتى إن تمكنوا من تسخين البطارية، فإن الهاتف سيغلق ببساطة.

تلخّص كاريمي بور لسي بي سي، إجراءات الحماية في الآتي:

1. الالتزام بالشركات المصنعة المعروفة وتجار التجزئة الموثوقين.
2. تحديث برامج الهاتف بانتظام واستخدام ميزات الأمان، مثل التحقق الثنائي.
3. الاحتفاظ بهاتفك في مكان آمن والعناية الجيدة به حتى "لا يتمكّن أي شخصٍ من التلاعب به أو إزالة البطارية".