"النسيان".. كابوس جديد يطارد أهالي غزة

يقول زقوت، الذي يقيم في خان يونس بعد فراره من مدينة غزة قبل أشهر، "لقد أصبحنا منسيين تماما". ويخشى الفلسطينيون أن تصبح الظروف البائسة في غزة بمثابة "وضع دائم"، حيث يعيش 90٪ من السكان بلا مأوى، ومئات الآلاف في مخيمات غير صحية يكافحون من أجل العثور على الطعام والمياه النظيفة، وفق وكالة أسوشيتدبرس.

"مر عام، ولا أحد يهتم بنا، كل يوم هناك قصف"، يقول سعدي أبو مصطفى، الذي فر من خان يونس إلى المواصي، وهو مخيم مترامي الأطراف على طول الساحل الجنوبي لقطاع غزة. كما جعلت الأمطار الغزيرة في سبتمبر، الظروف المعيشية الصعبة بالفعل في "المنطقة الآمنة" التي حددتها إسرائيل في المواصي، لا تطاق.

يوم الأحد، 22 سبتمبر، شاهد مراسل أسوشيتدبرس، أطفالا حفاة الأقدام في الوحل الذي وصل إلى فوق كواحلهم، بينما حفر الرجال في الوحل لإنقاذ المواد المعلبة الثمينة والأثاث.

وفي هذا الصدد، تقول رنا جوزات، وهي أم نازحة من مدينة غزة، "امتلأ المطبخ الذي نعد فيه الطعام بالمياه بالكامل، لا نعرف ماذا نفعل. هذه بداية الشتاء، فماذا سيحدث في الأيام المقبلة؟".

تحدث آخرون بأسى وحزن عن الفرش والأغطية المبللة بالمياه، وناشدوا المنظمات الدولية المساعدة في إبقاء الاهتمام بالأزمة الإنسانية في غزة.

إلى ذلك، تقول إيناس كلّاب، التي انتقلت إلى المواصي من شمال غزة، "نأمل أن يهتم بنا جميع الناس وأن يروا إلى أين وصلنا".

منذ هجوم السابع من أكتوبر، أسفرت الحرب الإسرائيلية في غزة عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 95 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الصحة في غزة، نصفهم من النساء والأطفال.

بالمقابل، يقول أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة حيث تحتجز حركة حماس 251 شخصا، 64 منهم لا يزال على قيد الحياة بحسب الجيش الإسرائيلي، وتخشى أسرهم أن يتلاشى تركيز الحكومة على إنهاء الحرب واستعادة أبنائهم.

عن هذا الخوف يقول أودي جورين، أحد أقرباء تال هايمي، الإسرائيلي الذي قتل في السابع من أكتوبر ونقل جثمانه إلى غزة: "أكبر مخاوفي هو أن يتجه كل انتباه الجمهور والعالم إلى جبهة الشمال في لبنان، وفي نهاية المطاف سوف يترك الرهائن وحدهم تماما دون أن ينقذهم أحد".

ومع تصاعد خطر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، خفضت إسرائيل من وجودها العسكري في غزة لنقل وحدات رئيسية إلى حدودها الشمالية مع لبنان، وفق أسوشيتدبرس.

ومع ذلك، ما يزال آلاف الجنود في غزة، وينفذون غارات متفرقة ويمنعون الفلسطينيين النازحين من العودة إلى ديارهم، بحسب الوكالة. كما تستمر الضربات اليومية في غزة، إذ أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة تحولت إلى مأوى في شمال غزة السبت 21 سبتمبر، عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا وإصابة 30 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.