منازل مفتوحة وأطعمة ساخنة.. مبادرات فردية تنقذ نازحي لبنان

في بيروت، التي وصل إليها عشرات آلاف النازحين، ينظم الفنان اللبناني حسن رعد مبادرة فردية بنفسه مع مجموعة من المتطوعين، والهدف هو تأمين بطانيات وأطعمة للنازحين.

زينب رعد، وهي شقيقة حسن، تقول لبلينكس إن المبادرة شملت أكثر من 2000 نازح في العاصمة، مشيرة إلى أن النشاط القائم يشمل النازحين في مراكز الإيواء ضمن العاصمة والتي توجد بشكل خاص ضمن المدارس وغيرها.

وفق رعد، فإن المبادرة تهدف أيضا للمساعدة على تأمين منازل للمحتاجين من النازحين وتحديدا الذين ليس لديهم القدرة المادية على دفع إيجار شهري لقاء السكن.

في بلدة جنسنايا بمنطقة جزين، جنوب لبنان، مبادرة أخرى قام بها مطعم المختار إذ قرر فتح صالات لديه لاحتضان النازحين مجانا.

رامي يوسف، المسؤول عن المطعم، يشرح لبلينكس أنه تم استقبال أكثر من 800 نازح منذ يوم الإثنين، مشيرا إلى أن كافة وجبات الطعام التي تقدم لهم مجانية. ويضيف "مهما حصل، فإن خسائرنا لن تكون أكثر من الخسائر التي مُني بها اللبنانيون جراء الدمار والاستهدافات والغارات التي لم ترحم أحدا. ما نقوم به هو واجبنا تجاه أبناء وطننا".

في بلدة عين الأسد في جبل لبنان، تنشط جمعية الشوف للتنمية على صعيد تأمين خدمات للنازحين وذلك من خلال استقبالهم ضمن مركز المطران مارون العمار.

تقول دعد القزي وهي رئيسة الجمعية إنه تم إيواء نحو 50 نازحا ضمن المركز المذكور، مشيرة إلى أن الخدمات التي تقدم تشمل المعاينات الطبية المجانية، في حين أن الحالات الطارئة تنقل إلى مستشفى سبلين الحكومي.

تلفت القزي لبلينكس إلى أن أفراد الجمعية والمتطوعين يقومون بإعداد وجبات طعام ضمن منازلهم لتوزيعها على النازحين، مشيرة إلى أنه تم تقديم بطانيات ومستلزمات أخرى لتأمين "مقومات الصمود".

الطبيب عبد الكريم رمضان قدّم بدوره خدمة للنازحين من الجنوب، معلنا أن عيادته لأمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة متوفرة لخدمتهم مجانا.

بدوره، يقوم الجهاز الطبي المتنقل التابع لمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة في صيدا بتنفيذ مسح كامل وشامل للنازحين بهدف استطلاع احتياجاتهم من الأدوية.

أحد المسؤولين في الجهاز قال لبلينكس إنه يتم تقديم خدمات طبية لأي نازح ضمن مراكز الإيواء، مشيرا إلى أنه يجري التنسيق مع المعنيين بهدف تقديم الأدوية أيضا، خاصة أن الكثير من النازحين خرجوا من منازلهم من دون أدويتهم.

في منطقة الناعمة، في جنوب بيروت، تسعى الشابة نسب فخر الدين مع متطوعين آخرين لتوزيع الأطعمة على منازل تضم نازحين من الجنوب.

تقول فخر الدين إنه يتم يوميا توزيع أكثر من 150 وجبة على النازحين، مشيرة إلى أن تحضير هذه الأطعمة يتم ضمن المنازل فيما التكاليف تدفع بالتنسيق بين المتطوعين ومن جيوبهم الخاصة.

من ناحيته، يقول المتطوع خالد الحاج في بلدة برجا في جبل لبنان إنه يعمل مع متطوعين آخرين على تأمين أطعمة وبطانيات للنازحين، مشيرا إلى أن أي نازح يتواصل معهم طالبا المساعدة، يسجل اسمه لدى لجنة تم إنشاؤها وتحويل المطالب إلى المعنيين مباشرة سواء الجمعيات أو البلدية وغيرها.

من جهتها، تقول المتطوعة إلهام سعد إنها عملت على تجميع ملابس كانت لديها ولدى أقربائها وتوزيعها على المحتاجين في منطقة صيدا، منوهة إلى أنها تستعد لتوسيع نطاق طلب مساعدات الملابس من أي مناطق أخرى بهدف تأمينها للنازحين خاصة الأطفال منهم.