من غزة إلى لبنان: نشعر بوجعكم لكن نخشى النسيان

"على إسرائيل إيجاد حل للحرب في غزة أولا قبل الدخول في مواجهات جديدة".. هكذا تقول نجوى دحمان، 40 عاما، والتي تعيش في خيمة غرب دير البلح وسط غزة منذ 7 أشهر، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

تضيف "لا شك أننا نتابع الأحداث في لبنان، ولكن ما نعانيه في غزة منذ نحو عام لا يمكن مقارنته بأي مكان آخر في العالم".

وعلى الرغم من حجم الموت والدمار الهائل في غزة، تشبّه أم منذر نعيم، 52 عاما، الحرب في لبنان بما يجري في القطاع.

وتشرح أم منذر وهي من سكان مدينة غزة أن "الحرب واحدة، والناس هم الضحية، صغارا وكبارا. نرى الآن مشاهد شبيهة بما نعيشه في غزة"، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي لا يفرق في قصف البيوت والمستشفيات والطرق والمباني والأراضي".

وتتابع "أمنيتي أن تنتهي الحرب هنا وفي لبنان، نريد العيش بسلام وأمن واستقرار، يكفي حروبا".

أيمن العمريطي، 42 عاما، النازح من مدينة غزة يقول إن "الناس هنا في غزة جزء كبير منهم أصيب بالإحباط لأن قضية الحرب في قطاع غزة صارت الآن مهمشة والثقل العسكري ينتقل إلى لبنان، وحتى تسليط الضوء الإعلامي على قطاع غزة أصبح ثانويا"، منوها بأن ذلك يزيد من رغبة الجيش الإسرائيلي في "ارتكاب مزيد من الجرائم".

ويشارك محمد الواوي رأي العمريطي وفق واشنطن بوست، فالرجل الخمسيني النازح من خان يونس 8 مرات خلال الحرب، يقول "لقد أصبح لبنان الخبر الأبرز في نشرات الأخبار ونقطة تركيز السياسيين، في حين تم تهميش غزة وتُركت تنتظر دون أن يلتفت إليها أحد".

ويضيف: "لا أتمنى أن يتكرر ما حدث في غزة في لبنان. آمل أن يكون هناك أشخاص حكماء يمكنهم إيقاف الأحداث الحالية ومنع تفاقم الوضع إلى حرب لا معنى لها".

ويأمل العمريطي "أن تكون غزة جزءا من أي تسوية مع حزب الله. هذا هو الأمل الآن الذي يتطلع إليه أبناء الشعب الفلسطيني لتنتهي الحرب".

حرب إسرائيل على حزب الله أدت إلى تراجع الغارات الإسرائيلية على غزة، وفق مسؤولين في القطاع، وخاصة مع تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية.

ويشير المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل عبر الهاتف للصحيفة "لم تكن هناك سوى 4 غارات إسرائيلية في غزة يوم الإثنين، وهو نفس اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل شن الهجوم الجوي على لبنان، مقارنة بمتوسط ​​15 غارة على الأقل في الأيام السابقة".

ويضيف أنه كانت هناك طائرات مسيرة في سماء غزة "على مدار الساعة، لكن خلال اليومين الماضيين تراجع وجودها وضجيجها. على الأقل الآن يمكننا النوم دون الصوت المستمر للطائرات بدون طيار".