"الضرب عأبو جنب".. رحلة نزوح من بعلبك لدمشق يديرها حزب الله

يقول حسن لبلينكس إنه كان يتابع أنباء الهجمات الإسرائيلية على مدينته بعلبك عبر "غروبات الواتساب" خوفا على عائلته التي تعيش هناك، موضحا "تخيل واحد مسافر وقاعد بس عم يراقب غروبات، وبس يعرف أنه انضربت بعلبك، يبلش يدقدق عالبيت".

يتابع حسين أنه اتخذ قرارا بإخراج عائلته من لبنان عندما بدأت وتيرة الغارات الإسرائيلية تشتد.

ويشرح "حدنا بيت خالي انضرب وورانا بيت رفيقي انضرب.. يعني فيك تقول عاليمين وعالشمال وورانا البيوت انضربت".

ويقول "مافي سيارة والطرقات ما بتعرف إذا آمنة أو لا".

حجز حسين تذكرة سفره إلى دمشق على الفور وقرر أن يبذل كل ما بوسعه لجلب عائلته إلى العاصمة السورية بعيدا عن الحرب.

علي، وهو صديق حسين السوري، ويعمل معه أيضا في العراق، عرض عليه أن يستضيف عائلته مع والديه في منزله في دمشق.

ويقول حسين إن علي قال له" هيدا البيت، بس تجيب أهلك، سكنهم فيه".

استغرق الطريق للوصول من بعلبك لداخل سوريا 24 ساعة، في حين أن المدينة التي تبعد عن العاصمة السورية 100 كيلومتر فقط لا تحتاج أكثر من ساعتين لتصل منها إلى دمشق في الأحول الطبيعية، إذ خرجت عائلة حسين صباح الجمعة لتصل الحدود مع سوريا صباح السبت.

يروي حسين لبلينكس أنه بدأ بالتواصل مع أفراد من حزب الله في لبنان "عندهم معرفة بالأجواء الميدانية" بهدف مساعدة عائلته على إيجاد وسيلة نقل ومسار آمن إلى خارج بعلبك.

يكشف حسين تفاصيل رحلة نزوح عائلته المحفوفة بالمخاطر ويقول "قدروا طلعوا لعند أهلي في وقت مناسب"، مشيرا إلى أن الطريق من وإلى بعلبك كان "خطيرا جدا لأن بعلبك كانت بهيدا الوقت عم تنضرب وعم ينضرب أيا شي".

كانت تلك الرحلة تشمل والدي حسين وشقيقه.

ويصف حسين لبلينكس لحظات الخروج بالقول "نهار يلي طلعوا، كانوا مبلشين (الجيش الإسرائيلي) بحزام ناري في بعلبك.. هنن طلعوا بالفان وبلشوا بالضرب".

يتحدث حسين لبلينكس عن مزيد من تفاصيل النزوح من الموت قائلا "توقفوا ليعبوا مازوت للفان، بس صاروا يخبروهن امشوا فورا لأن الطيران بلش الضرب عن أبو جنب".

شقيقة حسين وزوجها وأطفالها أيضا فروا من الحرب إلى سوريا. ويقول حسين إنها خرجت من منطقة بريتال إلى زحلة مضيفا "وانضرب بوجههن" في إشارة لقصف إسرائيلي في محيطهم.

وختم بالقول "بالمختصر.. ما وصلوا للحدود إلا عآخر نفس".

ينظم حزب الله ملف توزيع وإسكان العائلات القادمة من لبنان إلى سوريا بحسب حسين الذي أوضح "عليك أن تسجل بملفات النزوح يلي عاملينها حزب الله".

وكشف أن الحزب شكل لجانا لكل منطقة على مبدأ عمل الجمعيات.

ويطلب ممن يرغب بالتسجيل إبلاغ اللجان بأسماء أفراد العائلة النازحة والاحتياجات الضرورية "صحيا وماديا ومعيشيا".

وقال "يلي ما عندو سكن عم يأمنولو سكن".

وكشف أن الحزب بدأ في تأمين مساكن للنازحين خارج العاصمة في مدن حماه وحمص.

أكثر من مئة ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا منذ تصاعد الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله هذا الشهر بحسب ما أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الإثنين.

وذكر غراندي على منصة إكس أن الفارين من بينهم لبنانيون وسوريون.

وأضاف أن المفوضية تساعد الوافدين عبر 4 نقاط عبور.

ووجه الرئيس السوري بشار الأسد الحكومة السورية الجديدة في الـ24 من سبتمبر بالوقوف إلى جانب اللبنانيين في "كل المجالات والقطاعات من دون استثناء أو تردد".