"كذبوا ولو صدقوا".. هل تنبأ منجمون باغتيال نصرالله؟

لدى ليلى عبداللطيف، ضيفة البرامج التليفزيونية وعرّافة عالم الفن والسياسية رؤية محددها لعملها، إذ تقول إنها مُنحت من الله هبة خاصة، هي القدرة على التنبؤ بالأحداث، تقول أيضا إن تلك الهبة ترافقها منذ الطفولة، إذ تنبأت في سن مبكرة بوفاة جدها أثناء رحلة للحج، حسب صحف لبنانية محلية.

لكن تلك الهبة اخترقت حاجز العائلة والأصدقاء، وباتت تُسخرها ليلى للتنبؤ بأحوال العالم، والشخصيات المثيرة للجدل من المشاهير ورجال السياسة، وحتى لرصد الكوارث الطبيعية وتداعيات الاحتباس الحراري.

ولكن ما أعاد ليلى عبداللطيف للسطح، في خضم الحرب على لبنان، كان نبوءة قالتها في مقابلة تليفزيونية مع الإعلامي اللبناني نيشان استعدادا للعام 2024، إذ قالت عبداللطيف إن عام 2024 سيكون عام "سقوط ورحيل" الكبار من أهل السياسة.

وأسقط عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تلك النبوءة المقتضبة على عملية الاغتيال الناجحة التي نفذتها إسرائيل الجمعة 27 سبتمبر ضد نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

في مايو الماضي، أثارت عبد اللطيف الجدل أيضا، لدى سقوط مروحية الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، إذ ظهر للسطح مقطع فيديو لها في المقابلة التليفزيونية ذاتها، تؤكد خلاله أن حادث طائرة سوف يقع خلال الأشهر الأولى من العام 2024، وسوف يُشغل العالم ولكن لن ينجو منه أحد، ما أُسقط أيضا على حالة الرئيس الإيراني.

بعد ساعات من إعلان مقتل اغتيال العام لحزب الله، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو آخر، لكن بطلته لم تكن ليلى عبد اللطيف هذه المرة، وإنما ميشال حايك، الذي يقدم أيضا "تنبؤات" سنوية، يُلقيها في البرامج التليفزيونية في لغة بلاغية أحيانا، وغامضة في أغلب الأوقات.

إلا أن نبوءة نصرالله المتداولة كانت واضحة لحد بعيد، إذ يقول حايك في مقطع الفيديو: "السيد حسن بين غياب وتغييب، بين فراغ وتفريغ، تكتيك استراتيجي دقيق، بيفجر اسم السيد حسن نصرالله الإعلام بيوم، ما بيشبه ولا يوم، في يوم جمعة راح يكون عظيم بوجوهه وأحداثه".

إلا أن المقطع المتداول، هو ثمرة عملية مونتاج، لحديث حايك في عدة مقابلات مختلفة، ويعود تاريخ المقطع الأصلي للعام 2022، إذ كان حايك يتحدث عن حزب الله، وتطرق حديثه للنائب حسن فضل الله، عضو كتلة الوفاء للمقاومة.

وفي المقطع الأصلي قال حايك: "السيد حسن بين غياب وتغييب، بين فراغ وتفريغ، تكتيك استراتيجي دقيق، بيكون النائب حسن فضل الله هو الشرارة، منشد حزب بيغير اللهجة ويعلي الصوت ويزيد نسبة الخطر والمستمعين".

وإن لم يكن التنبؤ ظاهرة علمية بحد ذاته، إلا أن الانجذاب إليه يمكن تفسيره على نحو علمي، فقد تحدثت بلينكس إلى أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، د. شادية قناوي، التي أكدت على وجود علاقة بين لجوء الأشخاص للخرافة و"الدجل" وبين الضغوط والكوارث والأزمات الكبرى، سواء كانت على مستوى محلي أو عالمي أو إقليمي.

وفقا لوجهة نظر أستاذة علم الاجتماع، يشعر الأفراد وسط هذه الضغوط، بفقدان السيطرة، والعجز عن التحكم في الأحداث أو اتخاذ القرار، فيلجأون للتفسيرات الخرافية لما يعجزون عن التحكم فيه، فيما أشارت أيضا إلى أن ظاهرة التنبوء، غير دينية ويُنظر إلى حالات "صدقها" بوصفها "صدف" لا أكثر، وليست حقيقة.

وأضافت شيوع الاهتمام بتلك النبؤات: "ما يحدث هو أن التفكير العلمي يتقلص، ونعود للوراء بينما يسبقنا العالم".