"الفرقة 98" الإسرائيلية.. عودة بريّة ثالثة إلى لبنان

لم تكن هذه المرة الأولى التي تدخل فيها الفرقة ٩٨، التي تشكّلت عام ١٩٧٤، إلى لبنان، إذ شاركت في اجتياح العاصمة اللبنانية بيروت عام ١٩٨٢، وفي مواجهة حزب الله خلال حرب تموز ٢٠٠٦.

أما الفترة اللاحقة لهذه الحرب فقد طوّرت قدرات الوحدة، واستخدمت، ضمن وحدات أخرى في المساعدة في إخلاء المرضى خلال انتشار فيروس كورونا عام ٢٠٢٠.

وحينما اندلعت الحرب على غزة في أكتوبر ٢٠٢٣، تدخلت الوحدة في القتال داخل القطاع، ويزعم الجيش الإسرائيلي أنها قاتلت في كل من في جباليا والبريج ودير البلح والشجاعية واستعادت 13 جثة لرهائن و6 آخرين أحياء.

لكن أشهر منطقة قاتلت فيها كانت خان يونس، والتي غادرتها في أغسطس ٢٠٢٤، لتعيد انتشارها على حدود لبنان في الشهر التالي، لكنها قبل أن تترك القطاع ارتكبت جرائم، ظهر بعضها في مقاطع فيديو لجنود الوحدة وهم يتفاخرون بحرق منازل الفلسطينيين في مخيم جباليا.

حتى يوليو الماضي، كان الجنرال دان غولدفوس هو قائد هذه الوحدة، وبرز اسمه في الصحافة الإسرائيلية خلال عمليات الجيش الإسرائيلي في خان يونس، لكن قبل ذلك، واجه انتقادات وتعرض للمساءلة بعد رسالة فيديو وجهها إلى الحكومة داعيا إياهم أن يكونوا "جديرين" بجنود الجيش الإسرائيلي.

وقال غولدفوس في خطاب ألقاه في قطاع غزة: "يجب أن تكونوا جديرين بنا، ويجب أن تكونوا جديرين بهؤلاء الجنود الذين ضحوا بأرواحهم. ويجب أن تكونوا جديرين بهؤلاء الاحتياطيين الذين لم يهتموا بأي جانب ينتمون إليه، وقاتلوا وما زالوا يقاتلون جنبًا إلى جنب".

وأضاف في الفيدو الذي أثار انتقادات واسعة داخل إسرائيل: "تأكدوا من مشاركة الجميع. يجب أن تتأكدوا من أننا لن نعود إلى السادس من أكتوبر وأن كل الجهد والتضحيات لن تذهب سدى"، حسب ما نقلت صحيفة هآرتس.

بعد ذلك، تعاملت الصحافة الإسرائيلية مع غولدفوس باعتباره "بطل خان يونس" بزعم قدرته على اكتشاف وتدمير أنفاق حركة حماس، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

وترقى غولدفوس إلى رتبة لواء، وتولى قيادة الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي بعدما ترك "تشكيل النار"، وادعى في أغسطس الماضي أن الفرقة ٩٨ كانت على بعد دقائق من القبض على السنوار بحسب تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

يتراوح عدد جنود الفرقة بين ١٠ إلى ٢٠ ألف جندي وضابط، بحسب جمعية فيلق التكنولوجيا والصيانة للجيش الإسرائيلي، وتتكون من الوحدات الآتية:

• الألوية النظامية: لواء المظليين 35، لواء المشاة 89، تشكيل ديفيد سلينغشوت 214، ومجموعة مدفعية العمق.
• ألوية الاحتياط: لواء المشاة 55، لواء المشاة المعين رأس الحربة 551.

• كتيبة لابيد 492، وهي كتيبة مستقلة لتكنولوجيا المعلومات مكلفة بتشغيل وسائل تكنولوجيا المعلومات الفريدة للقسم.
• وحدة البجع، ALOG، وهي مجموعة لوجستية مرتبطة بالقسم.
• وحدة التنقل.
• كتيبة هندسية، أضيفت عام 2013.
• وحدة كوماندوز خاصة، دخلت إلى الفرقة عام 2015.

يرجع اسم وحدة النخبة "الرضوان" إلى اسم القائد العسكري لحزب الله خلال حرب ٢٠٠٦ عماد مغنية الذي عرف أيضا باسم حركي هو الحاج رضوان، إذ سميت بعد مقتله في سوريا عام ٢٠٠٨.

ويزعم مركز أبحاث ألما الإسرائيلي أن الهدف الرئيسي للوحدة هو اجتياح الجليل شمالي إسرائيل، وتعمل الوحدة بشكل مستقل ولديها قدرات صاروخية مثل الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ الخفيفة المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، والهندسة، والطب والخدمات اللوجستية، والاستخبارات.

ويبلغ عدد أعضاء الوحدة، بحسب المركز البحثي الإسرائيلي 2500 عنصر.

في سبتمبر ٢٠٢٤، اغتالت إسرائيل قائد الوحدة إبراهيم عقيل، ليلحق بالقائد الميداني للوحدة وسام الطويل الذي اغتيل في يناير ٢٠٢٤، بينما قتل القيادي بالوحدة علي جمال الدين جواد، في غارة إسرائيلية في أغسطس ٢٠٢٤.

وشاركت الوحدة بكثافة في الحرب السورية ما منحها خبرة ميدانية كبيرة خاصة، بحسب تقرير بي بي سي.

ونشر حزب الله في يناير ٢٠٢٣، فيديو يصور مناورة لدخول عناصر الوحدة إلى إسرائيل عبر جدار أسمنتي، ثم مناورة أخرى في مايو من العام نفسه بالذخيرة الحية لاقتحام إسرائيل بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.

يمتلك حزب الله 3 وحدات رئيسية تتمركز في جنوب لبنان سيكون عليها مواجهة الفرقة ٩٨، اغتالت إسرائيل اثنين من قادتها، فيما نجا الثالث وهي:

1. وحدة بدر: قائدها أبوعلي رضا، الذي نجا من محاولة اغتيال نهاية سبتمبر ٢٠٢٤ في غارة على ضاحية بيروت.
2. وحدة النصر: قتل قائدها طالب سمير عبد الله في يونيو ٢٠٢٤.
3. وحدة عزيز: قتل قائدها محمد نعمة ناصر في يوليو ٢٠٢٤.